اختيار أزياء وأدوات تواكب أجواء حقبة الستينات لتكتمل الصورة
المسلسل ليس مجرد قصة حب محفوفة بالمخاطر… بل مرآة تعكس الحياة الاجتماعية في تلك الحقبة
كتب مفرح حجاب
أكد المنتج أحمد عبدالله أن مسلسل “سموم القيظ” قد تصويره بطريقة جديدة ومختلفة وسيكون واجهة جديدة كليا في الدراما التراثية التي تلامس الى حد كبير الأحداث التي كانت تدور في هذه الحقبة الزمنية، مشيرا إلى انه اعتمد على أدوات وإكسسوارات وأماكن تصوير تواكب القيمة الفنية التي يعتمد عليها النص في سرده للأحداث.
وقال تجربتي في الإنتاج الفني وإدارته بالشكل الصحيح ساهمت بشكل كبير في خروج الأعمال التي اقوم بإنتاجها أوعلى إدارة انتاجها بشكل متميز والدليل الأصداء الجماهيرية التي تحققت لها، لافتا الى “سموم القيظ” يشارك فيه مجموعة كبيرة من النجوم من بينهم عبدالرحمن العقل، لطيفة المجرن، ابراهيم الزدجالي، سعيد قريش،سمير القلاف، سلمى، سالم عبير الجندي، شهد الياسين، أحمد مساعد، خالد العجيرب، فتات سلطان، شهد السلمان، عصرية الزامل، مبارك سلطان، اسماعيل الراشد، فايرزالعامر، نواف النجم، فهد باسم، عبد الله المسلم،خالد بوصخر، جنى الفيلكاوي، ملك بو زيد، عبد الله الفريح، غرور، علياء الشمري، عبد الله هيثم، لمياء كرم، شهد الكندري، صباح عبادي، أحمد الحمدان، وهو من تأليف مشعل الرقعي، وإخراج حسين أبل.
وكشف أحمد عبد الله أن المسلسل قد تم تصويره في قلب الكويت، وتحديدًا في “العشيش” الذي يحفظ بين جنباته عبق الماضي وأصالة العادات، واضاف أن الأحداث في ستينات القرن الماضي، فتاة تسمى هلالة وهي ليست مجرد فتاة من “الفريج”، بل هي روح متطلعة، تسعى لعيش حياتها بكل تفاصيلها الأصيلة، إلا أنها تصطدم بقوة مع ركام التقاليد البالية التي لطالما كبلت حياة المرأة. وتجد نفسها في صراع مرير: فهل ترضخ لقدر رسمه لها مجتمعها، أم تمزق قيود الماضي لتصنع حياتها بيدها، مشيرا إلى أن “سموم الغيظ” هو دعوة قوية للتأمل في جوهر الهوية الكويتية، وكيف تتصارع الأصالة مع الحداثة، وكيف يمكن للشجاعة الفردية أن تحدث فرقًا في وجه التقاليد الصارمة. فهل ستنجح هلالة في التخلص من “سموم القيظ” التي تهدد حياتها وحبها؟ وهل ستشكل قصتها شرارة للتغيير في مجتمع يمسك بتلابيب ماضيه.
وقال أن الأحداث ايضا تدور حول خليفة شاب متعصب للعادات والتقاليد القديمة ويرى ان من واجبه فرضها على عائلته وعلى اخته المسكينة.. ويرفض رفضا قاطعا ان تتزوج اخته “هلالة”من أي شخص بعيدا عن نطاق العائلة ومصمما على ان يكون ابن عمها “عقاب” هو زوجها الوحيد الممكن حتى لو لم تكن هناك مشاعر متبادلة بينهما، ولعقاب ايضا قصة قديمة غامضة ولكنها تكشف جانبا من شخصيته ومبررا لتصرفاته التي تنبع من نشأته منذ الصغر وهذا السر يكشف حجم معاناته مع نفسه وأبناء عمومته..

أحمد الحمدان يتوسط الفنانات أثناء التصوير
وأكمل المسلسل أيضا يسلط الضوء على معاناة الأخت التي تقع ضحية لهذه الأفكار المتحجرة حيث تحرم من حقها في اختيار شريك حياتها وبناء مستقبلها، وتتصاعد الاحداث مع محاولات الأخت المستميتة للمقاومة والتحرر من هذا القيد ومواجهتها للعقبات التي يضعها اخوها امامها، ملمحا إلى أنه مع تصاعد الاحداث يذهب خليفة للعلاج في مصر بعد ان تعرض لحادث ووقع على ظهره ويرافقه خلف وهناك يتعرف خلف على نعناعة ويتزوجها ويأتي بها الى الكويت ليشتعل نار الغيرة لدى صالحة زوجته وتحدث بينها وبين نعناعة المشاكل الزوجية ويزداد نار الغيرة في قلبها بعد حمل نعناعة وفي احدى الليالي تضرم النار في سكن نعناعه وهي نائمة فيتم حجزها في النظارة.
وأوضح بأنه مع مرور الأيام يرحل الجد بادي تاركا وصية لأبنائه أن يحفظوا شقيقتهم هلاله وفي وفاة الجد يتأثر خليفة ويتغير ويندم على كل ما فات فيتحقق الحلم المؤجل وتزف “هلاله” الى “منور” بعد طول إنتظار، ولكن للحقد وجه آخر، ففي ليلة معتمة خرج عقاب متربصا يحمل خنجره لينهي حياة منور، وعندما هم بطعن قلب العاشق وقفت هلاله أمامه تفدي حبيبها بروحها فتغرس الطعنة بصدرها، فيسارع منور خلف عقاب يطارده بين أزقة مساكن العشيش حتى ينال منه بنفس الخنجر الذي ازهق حياة هلاله. وتنقش الأجيال من بعدها قصة حب ووفاء تروى على مر الزمان عن قلب أحب حتى الموت، مشددا على أن المسلسل يتطرق الى العديد من المشاكل الاجتماعية والعائلية في عدة اتجاهات ومن عدة عوائل ترتبط ارتباط مباشر وغير مباشر بعائلة راشد
“وأعتبر أحمد عبدالله أن “سموم القيظ” ليس مجرد قصة حب محفوفة بالمخاطر، بل هو مرآة تعكس الحياة والعيشة في تلك الفترة بتفاصيلها الكاملة، مع التركيز على قصص الحب المتنوعة والعلاقات الأسرية المتشابكة. المسلسل يغوص في أدق جوانب الحياة اليومية، من بساطة العيش ورائحة خبز التنور، إلى دفء العلاقات الأسرية التي قد تكون مصدرًا للدعم أو للقيد، وكذلك مجالس الرجال حيث تُناقش هموم الدنيا والآخرة، ونشاط النساء في البيوت، وتبادل الزيارات، وتحضير الأكلات الشعبية. كما يستعرض المسلسل بحرفية التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي بدأت تلوح في الأفق مع إشراقة شمس النفط على الكويت، وكيف بدأت تلك الطفرة تغير وجه الحياة، من “العشيش” البسيط إلى الأفق العمراني الجديد، وتأثير ذلك على نمط عيش الناس وعلاقاتهم الأسرية والعاطفية، متمنيا ان يحظى المسلسل بقبول الجماهر عندما يعرض على الشاشة.

سمير القلاف وفتات سلطان
المصدر: السياسة