أنهت حكومة إقليم أمهرة ومنظمة فانو الشعبية أكثر من عامين من القتال بتوقيع اتفاق سلام هو الأول من نوعه بين الطرفين، بعد جولات طويلة من المفاوضات جرت برعاية الاتحاد الأفريقي ومنظمة الإيغاد.
الاتفاق وُقّع في حضور سلمى حدادي نائبة رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي، ومحمد عبدي نائب الأمين العام للإيغاد، حيث مثّل حكومة الإقليم الحاكم أريغا كيبدي، في حين وقّع عن فانو الشعبية الكابتن ماسريشا سيتينج.
إشادة الاتحاد الأفريقي

أكدت سلمى حدادي أن الاتفاق يمثل “بداية جديدة”، مشيرة إلى أن الباب مفتوح أمام كل الفصائل الراغبة في الانضمام لمسار السلام. وأضافت أن القارة بحاجة إلى إسكات صوت السلاح وتعزيز الحوار، معتبرة أن هذه الخطوة تعكس رؤية أفريقية لحل الخلافات داخل البيت الواحد.
الإيغاد يدعو للالتزام

من جانبه، شدد محمد عبدي على أهمية الاتفاقية قائلا إنها تعكس جهود الإيغاد لترسيخ السلام في منطقة عُرفت بالصراعات. وأوضح أن توقيع الاتفاق سهل، لكن الالتزام ببنوده هو التحدي الحقيقي، داعيا بقية الفصائل إلى تبني خيار الحوار والانخراط في العملية السلمية.
حكومة الإقليم: الحرب لم تجلب سوى الخسائر
الحاكم أريغا كيبدي أوضح أن المفاوضات استمرت لعدة جولات قبل الوصول إلى اتفاق شامل، مؤكدا أن الحرب لم تحقق أي مكاسب، بل جلبت الخسائر والمعاناة لشعب الإقليم.

ودعا إلى تغيير ثقافة اللجوء إلى السلاح، وحث الفصائل الأخرى على التخلي عن القتال والانضمام إلى المسار السلمي، معتبرا الاتفاق إنجازا يمنح المواطنين شعورا بالطمأنينة بعد سنوات من الاضطراب.
فانو: الحوار ليس هزيمة بل حكمة
أما ممثل فانو الشعبية الكابتن ماسريشا سيتينج فأكد أن قرار التوقيع جاء بعد قناعة بأن الحرب لم تعد خيارا، وأن الحوار هو الطريق الأمثل لحل الخلافات.

وشدد على أن اللجوء إلى الحوار لا يعني هزيمة سياسية بل يعكس حكمة، معلنا أن الحرب انتهت بالنسبة لهم وأنهم سيعملون مع الحكومة لتحقيق تطلعات السكان.
قوات فانو
ظهر مصطلح “فانو” عام 2016 خلال احتجاجات شبابية في إقليم أمهرة، ولعب دورا بارزا في التغييرات السياسية التي أطاحت بحكومة جبهة تيغراي عام 2017.
ومع تصاعد النزاعات، بدأت الفصائل العسكرية لفانو بالتشكل عام 2019، واتسع نفوذها خلال حرب تيغراي مستفيدة من دعم لوجستي رسمي، ما أثار مخاوف الحكومة الفدرالية والإقليمية.

وبعد توقيع اتفاق بريتوريا وإنهاء حرب تيغراي، أعلنت الحكومة الإثيوبية عام 2023 قرار دمج جميع القوات غير النظامية تحت قيادة مركزية، وهو ما رفضته فانو بالإجماع.
ورغم حضورها العسكري، تفتقر فانو إلى قيادة موحدة أو تحالف جامع، وتبقى علاقتها متوترة مع حكومة الإقليم والحكومة المركزية.
وإقليم أمهرة يتميز بموقع جغرافي حساس، إذ يجاور إريتريا والسودان، إضافة إلى أقاليم تيغراي وعفر وأوروميا وبني شنغول، ما يجعله في قلب التوازنات الإثيوبية المعقدة.
المصدر: الجزيرة