كشف مدير مديرية مكافحة الأوبئة ومحاربة الأمراض بوزارة الصحة المغربية، محمد اليوبي، أن داء الحصبة تحول إلى وباء في البلاد.
وقال في تصريح لموقع “هسبريس” المغربي إن انتشار المرض منذ سبتمبر/أيلول 2023 أصبح “غير عادي”.
وسجل المغرب حتى الآن 120 وفاة و25 ألف إصابة بالمرض المعروف محليا باسم “بوحمرون”.
وكانت وزارة الصحة قد أطلقت في الأسابيع الماضية حملات تدعو إلى التلقيح مجددا ضد الوباء، كما عممت توجيهات تطلب اتخاذ إجراءات وقائية من الإصابة، خصوصا لدى الأطفال.
تشمل أعراض الحصبة الشائعة ما يلي:
كيف تنتشر الحصبة؟
يستوطن الفيروس في القطرات الصغيرة التي تخرج عندما يسعل أو يعطس الشخص المصاب. ويُصاب الشخص بالحصبة عن طريق استنشاق القطرات أو لمسها ووضع يده بالقرب من أنفه أو فمه.
لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، وهيئة الخدمات الصحية في المملكة المتحدة والسلطات الصحية الأخرى في جميع أنحاء العالم، فإن مرض الحصبة معدٍ للغاية.
وتقول مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها إن حوالي تسعة من كل عشرة أشخاص غير مُحصنين، سيصابون بالعدوى بعد التعرض لفيروس الحصبة.
وتوصي منظمة الصحة العالمية بتلقي الجرعة الأولى من لقاح “إم إم أر” عند عمر تسعة أشهر في البلدان التي ينتشر فيها المرض. وتقول إنه يتعين الحصول على جرعة ثانية في وقت لاحق أثناء مرحلة الطفولة، للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و18 شهراً.
وتقول المنظمة: “قبل ظهور لقاح الحصبة في عام 1963 والتطعيم على نطاق واسع، كانت الأوبئة الكبرى تظهر كل عامين إلى ثلاثة أعوام تقريباً وتتسبب في ما يقدر بنحو 2.6 مليون حالة وفاة كل عام”.
وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن الوفيات الآن أقل بكثير مما كانت عليه في أيام ما قبل التطعيم، قائلة إن “ما يقدر بنحو 128,000 شخص قد توفوا بسبب الحصبة في عام 2021”.
لكنها تقول إن معظم حالات الوفيات كانت “لأطفال دون سن الخامسة، على الرغم من توفر لقاح آمن وفعال من حيث التكلفة”.
كانت هناك ادعاءات كاذبة نُشرت من قبل أصحاب نظريات المؤامرة، تربط لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية بمرض التوحد.
وقد ادعى الباحث البريطاني أندرو ويكفيلد خطأً ارتباط اللقاح بمرض التوحد عام 1998.
وقد دُحضت ادعاءات ويكفيلد هذه لاحقاً، وقد شطب اسمه من قبل المجلس الطبي العام في المملكة المتحدة في عام 2010.
التردد في الحصول على اللقاح
يجب أن يحصل المراهقون والبالغون أيضاً على لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية إذا لم يكونوا قد حصلوا عليه بالفعل.
وتقول منظمة الصحة العالمية: “أدى فيروس كورونا إلى انتكاسات في جهود المراقبة والتحصين. وقد ترك تعليق خدمات التحصين وانخفاض معدلات التحصين والمتابعة في جميع أنحاء العالم ملايين الأطفال عرضة للأمراض التي يمكن الوقاية منها مثل الحصبة”.
وقد أظهرت بيانات في عام 2021، أن قرابة 40 مليون طفل لم يحصلوا على جرعة لقاح الحصبة، وهو رقم قياسي، إذ لم يحصل 25 مليون طفل على الجرعة الأولى، ولم يحصل 14.7 مليون طفل إضافي على الجرعة الثانية.
ويعيش نصف الأطفال الذين لم يحصلوا على الجرعة الأولى في 10 دول فقط: أنغولا، والبرازيل، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وإثيوبيا، والهند، وإندونيسيا، ومدغشقر، ونيجيريا، وباكستان، والفلبين.
يمكن لأي شخص أن يصاب بالحصبة إذا لم يحصل على التطعيم أو لم يٌصب به من قبل. كما أن إصابات مرض الحصبة أكثر شيوعاً بين الأطفال الصغار.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، وهيئة الخدمات الصحية الوطنية وغيرها من الهيئات الصحية، يمكن أن تسبب الحصبة آثاراً جانبية خطيرة للأشخاص من جميع الفئات العمرية.
وعلى الرغم من ذلك، هناك مجموعات عدة أكثر عرضة للمعاناة من مضاعفات الحصبة، كالتالي:
هل من الممكن أن يُصاب الشخص بالحصبة مرتين؟
وفقا لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، وهيئة الخدمات الصحية البريطانية وهيئات مثل “مايو كلينك”، وهو مركز طبي أكاديمي أمريكي غير ربحي، من الممكن أن يُصاب الشخص بالحصبة مرتين، لكنه أمر مستبعد للغاية.
يقول مركز “مايو كلينيك” إن أكثر من 93 في المئة من الأشخاص الذين يحصلون على الجرعة الأولى من لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية يطورون مناعة ضد الحصبة، وبعد الحصول على الجرعة الثانية يصبح حوالي 97 في المئة من الأشخاص مُحصنين.
وبالنسبة للأشخاص الذين ليسوا متأكدين مما إذا كانوا قد طُعموا ضد الحصبة أم لا، يُمكن أن يؤكد اختبار الدم ما إذا كانت لديهم بالفعل مناعة، بسبب حصولهم في السابق على لقاح.
ويُنصح البالغون في الولايات المتحدة، الذين ليس لديهم مناعة قوية، بالحصول على جرعة واحدة على الأقل من لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية.
ويُرجح أن يكون البالغون، في المملكة المتحدة، الذين وُلدوا قبل عام 1970 قد أُصيبوا بالحصبة والنكاف والحصبة الألمانية عندما كانوا أطفالاً أو تلقوا جرعةً واحدة من لقاح الحصبة أو الحصبة الألمانية. وكانت تُستخدم هذه الجرعات الفردية قبل بدء استخدام لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية في عام 1988.