«إن لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى فلتصبر ولتحتسب».
رحم الله تعالى صاحب القلم الصادق النظيف الكاتب الكبير الدكتور ناجي سعود الزيد، وغفر له وأسكنه جنات النعيم.
عرفت المرحوم د. ناجي وتابعته في الملاعب مهاجماً فذّاً، وقتها لم أكن مع الفريق الأول في نادي الكويت، فيما كان هو لاعباً أساسياً. شاهدته في كثير من المباريات، لقد كان لاعباً سريعاً ومهارياً من الصعب إيقافه عندما يسيطر على الكرة، يمرّ من المدافعين بسهولة، كان هدّافاً يعرف طريق المرمى وتسجيل الأهداف.
ابتعد عن الملاعب لاختياره استكمال دراسته خارج الكويت. وبعد عودته إلى البلاد أصبح أستاذاً جامعياً يساهم في البناء الفكري لشباب بلده، وكان قبل رحيله، رحمه الله، عضواً في هيئة التدريس في كلية الطب.
أتذكر في تلك السنوات أن الأندية كانت تستعين ببعض اللاعبين المميزين لتمثيل فرقها عندما تواجه فريقاً قوياً وقد استعان نادي الكويت بالمرحوم مرات عدة للعب مع الفريق.
وعن ذكرياتي مع المغفور له بإذن الله تعالى، فهو أحد الذين استفدت وتعلّمت منهم الكثير، خصوصاً عندما قرّرت أن أوثق سيرة حياتي الرياضية في كتاب اعتزالي، كيف انضممت إلى نادي الكويت ومشاركتي مع المنتخب الوطني، لم أجد أفضل من يُلخص مشواري الرياضي غير الراحل الذي قدّمني وكتب مقدّمة كتابي الذي حمل عنوان «الحوطي والكرة».
لقد كتب كلمات تعبّر عن شخصيتي وصفاتي، وتنبأ لي إذا استمررت في مجال الرياضة أن يكون لي شأن كبير في المجال الإداري وعبّر عن ذلك بسبب مواقف عدة كنت قد اتخذتها في حياتي الرياضية سواء مع نادي الكويت أو «الأزرق» لتمسّكي بمبادئي بعيداً عن الانحياز لأيّ جهة على حساب بلدي أو الرياضة الكويتية.
وكانت لكلمات المرحوم د. ناجي وقع كبير وتأثير على نفسي.
عشت نظيفاً راقياً بأسلوبك وكتاباتك القيمة التي تعبّر فيها ببساطة، ولكنها تعني الكثير لما نعانيه في حياتنا من أزمات وعراقيل.
وها أنت الآن قد رحلت وتركت هذه الدنيا بكل هدوء تاركاً وراءك تاريخاً واسماً لكاتب ذهبي محنك من الصعب أن يعوّض.
الله يرحمك د. ناجي ويغفر لك وعزائي الحار لأهلك وذويك ولقرائك الذين سيفتقدون كتاباتك المتميّزة.