القلق من التجارب الإنسانية الأساسية، وهو استجابة طبيعية للمواقف التي تُعتبر تهديداً أو تحدياً.
ويُعد القلق العرضي جزءاً طبيعياً من الحياة، يُهيئنا لمواجهة التهديدات المحتملة، ولكنه قد يُسبب مشاكل عندما يكون مفرطاً، أو مستمراً، أو يصعب السيطرة عليه، أو غير متناسب مع الوضع الفعلي.
كما يُعد فهم الطرق المختلفة لظهور القلق أمراً بالغ الأهمية للأشخاص الذين يعانون منه، ولشبكات الدعم، وللمجتمع، إذا أردنا تعزيز الرفاهية.
ما هو القلق؟
ما الفرق بين التوتر والقلق؟
ينشأ التوتر من التحديات الحالية، مثل مواعيد إنجاز العمل النهائية أو المشاكل العائلية، وعادةً ما يتلاشى بمجرد حلها.
ويتضمن القلق مشاعر الخوف والقلق المفرط والتوجس.
كيف يؤثر القلق على جودة حياتنا؟
يمكن أن يؤثر القلق على جودة حياتنا وصحتنا بشكل عام لأنه يستمر لفترات طويلة.
وأضاف قائلاً :”إن التعرض لمستويات عالية من التوتر لفترة طويلة يمكن أن يُخل بالتوازن الدقيق للناقلات العصبية في الدماغ المسؤولة عن تنظيم المزاج، ويمكن أن يؤدي هذا الضغط المستمر في النهاية إلى مشاكل صحية طويلة الأمد، بما في ذلك اضطرابات المزاج والقلق”.
ويقول إن الحياة اليومية تُثير القلق.
وأوضح قائلاً :”تشير الأبحاث أيضاً إلى أن أحداث الحياة المُرهقة ترتبط بزيادة الحساسية للقلق، مما يُشير إلى أن التوتر الطويل الأمد يمكن أن يجعل الأفراد أكثر عرضة للإصابة بأعراض القلق، لذلك من الضروري إدارة التوتر بفعالية للحد من احتمالية الإصابة باضطرابات القلق وغيرها من الآثار السلبية على الصحة النفسية”.
ماذا يفعل القلق بأجسادنا؟
ويقول فونغ لي إن القلق المزمن يرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم والسكتات الدماغية.
كما يمكن أن يؤدي القلق إلى مشاكل في الجهاز الهضمي، مثل متلازمة القولون العصبي (آي بي إس)، والقرحة، والغثيان، والإسهال، والإمساك.
وغالباً ما يُصاب الشخص الذي يعاني من القلق بالصداع والألم المزمن، وقد يكون هناك رابط بين القلق المزمن وتطور أمراض المناعة الذاتية، مما يُقلل من قدرته على مكافحة العدوى.
ويزيد القلق من خطر الإصابة باضطرابات الصحة النفسية الأخرى، مثل الاكتئاب.
وفي نهاية المطاف، يُمكن أن يُؤثر القلق بشكل كبير على جودة الحياة، ويزيد من صعوبات الأداء اليومي والعمل والعلاقات الشخصية.
ما هي الطرق الأكثر فعالية للتعامل مع القلق في الحياة اليومية؟
1- أساليب التعامل بشكل عام مع القلق
يمكننا اتّباع مجموعة متنوعة من الأساليب في حياتنا اليومية للتعرف على الأعراض وإدارتها:
يمكن لأساليب الاسترخاء، مثل التنفس العميق البطيء، واسترخاء العضلات التدريجي، وتخيل المشاهد والصور، أن تُساعد في تهدئة استجابة الجسم للتوتر وتخفيفه.
يمكن أن تُساعد ممارسة أساليب التنفس الصحيحة، باستخدام الحجاب الحاجز، في الوقاية من فرط التنفس – وهو عرض جسدي شائع للقلق.
ويمكن أن تُساعد مواجهة المخاوف تدريجياً من خلال خطوات صغيرة وقابلة للتحقيق، تُعرف باسم “التعرّض”، الأفراد على اختبار قلقهم وبناء ثقتهم بأنفسهم.
يجد بعض الناس أنه من المفيد تخطيط “وقت قلق” مُحدد خلال اليوم، لمنع سيطرة القلق علينا في أوقات أخرى.
ويمكن أن يُوفر الاحتفاظ بمذكرات لتتبع أوقات حدوث القلق وتحديد المُحفّزات المُحتملة رؤى قيّمة.
التحدث عن المشاعر مع الأصدقاء أو أفراد العائلة أو خطوط المساعدة النفسية الموثوقة يمكن أن يوفر الدعم والشعور بأن صوتك مسموع.
ويمكن لمجموعات الدعم أن توفر مساحة آمنة لمشاركة التجارب والتعلم من الآخرين الذين يواجهون تحديات مماثلة.
كما أن الهوايات الممتعة والمريحة يمكن أن تخفف من القلق.