للمرة الأولى في تاريخ المنطقة، لن يتوجّه أكثر من 6 ملايين ناخب في جبل كينيا إلى صناديق الاقتراع ككتلة واحدة خلال الانتخابات الرئاسية المقررة في أغسطس/آب 2027.
فقد انقسمت المنطقة إلى كتلتين سياسيتين: جبل كينيا الشرقي وجبل كينيا الغربي، في مشهد يصفه مراقبون بأنه سيغيّر موازين السياسة الكينية، وفق تقرير نشره أفريكا ريبورت.
ويضم جبل كينيا الشرقي مقاطعات ميرُو وإمبو وثاراكا نيثي، وهي مناطق تسكنها قبائل صغيرة، بينما يشمل الجزء الغربي مقاطعات نيري وكيامبو ومورانغا، معقل قبيلة الكيكويو، أكبر المجموعات العرقية في البلاد.
ويشير التقرير إلى أن الرئيس وليام روتو يعتمد على دعم حلفائه في الشرق بقيادة نائبه كيثوري كينديكي، في حين يقود الغرب نائب الرئيس السابق ريغاثي غاتشاغوا، الذي يسعى للإطاحة بروتو.
وتحدث حكام ومسؤولون من الشرق، مثل حاكمة إمبو سيسيلي مبارير ووزير الخدمة العامة جيفري روكو، عن “نهضة سياسية” للمنطقة، متهمين الغرب بتهميشهم سياسيا واقتصاديا لعقود.
وقالت مبارير: إن “جبل كينيا الشرقي سيحدد مساره السياسي بنفسه”، بينما أكد روكو أن المنطقة عانت من التصويت ككتلة واحدة، ثم الإهمال من الحكومات المتعاقبة.

روتو وكينديكي.. حسابات انتخابية
حسب المحلل السياسي جوليوس كايرو، فإن تعيين كينديكي نائبا للرئيس بعد إقالة غاتشاغوا عام 2024 كان خطوة محسوبة لكسب ثقة سكان الشرق.
وأضاف لموقع أفريكا ريبورت أن وجود شخصية من الشرق في موقع السلطة جعل الناخبين هناك أكثر جرأة في التعبير عن استيائهم من التهميش.
في المقابل، يتهم غاتشاغوا الرئيس روتو بأنه يسعى لتقسيم المنطقة لضمان بقائه في السلطة، قائلا: إن “روتو يعرف أن استمرار حكمه يتطلب تقسيم أصوات جبل كينيا”.
وقد أسس غاتشاغوا حزبا جديدا باسم “حزب الديمقراطية للمواطنين”، معلنا عزمه توحيد أصوات المنطقة خلف المعارض المخضرم كالونزو موسيوكا.

معركة النفوذ
لكن نتائج الانتخابات الفرعية في نوفمبر/تشرين الثاني بمبيري نورث (شرق جبل كينيا) أظهرت فوز مرشح الحزب الحاكم، مما شكك في قدرة غاتشاغوا على توحيد الناخبين.
ويرى المحلل السياسي كيفن أوتشول أن جبل كينيا الشرقي يبرز اليوم كمنطقة متأرجحة قد تحسم السباق الرئاسي المقبل، مشيرا إلى أن التنافس بين غاتشاغوا وكينديكي يصب في مصلحة الرئيس روتو، الذي يستفيد من الانقسام لتعزيز موقعه السياسي.
المصدر: الجزيرة