أثارت بياتا هالاسي، الباحثة المتخصصة في الأمراض المعدية، جدلا واسعا بين العلماء بابتكارها علاجا تجريبيا لسرطان الثدي لديها.
عندما اكتشفت هالاسي أن سرطان الثدي في مرحلته الثالثة قد أصابها من جديد رغم خضوعها لاستئصال الثدي، قررت استخدام خبرتها الواسعة في علم الفيروسات لتطوير علاج تجريبي ابتكرته بنفسها، بدلا من العودة إلى العلاج الكيميائي القاسي.
وكان سرطان الثدي الذي أصاب هالاسي في عام 2020 في مرحلته الثالثة، وهي مرحلة متقدمة مع احتمالية كبيرة لانتشاره إلى أجزاء أخرى من الجسم. وعلى مدار سنوات، درست هالاسي الفيروسات بعمق، ومع مرور الوقت أصبح اهتمامها ينصب على العلاج الفيروسي الانحلالي للأورام (OVT)، وهو نوع من العلاج يستخدم الفيروسات المعدلة وراثيا لاستهداف وقتل الخلايا السرطانية، بينما يحفظ الخلايا السليمة.
Virologist Beata Halassy has successfully treated her own breast cancer by injecting the tumour with lab-grown viruses sparking discussion about the ethics of self-experimentation. pic.twitter.com/uCbohmMiF5
— Massimo (@Rainmaker1973) November 11, 2024
واستخدمت هالاسي (عمرها 53 عاما) مزيجا من فيروس الحصبة وفيروس شبيه بالإنفلونزا (VSV)، بهدف استهداف الورم بشكل مباشر وتعزيز جهاز المناعة لديها لمهاجمة الخلايا السرطانية المتبقية.
ويعمل هذا العلاج الفيروسي عن طريق إصابة الخلايا السرطانية، ما يؤدي إلى انفجارها وتحرير محتوياتها، ما يساعد جهاز المناعة على التعرف على السرطان ومهاجمته.
وصممت هالاسي هذا العلاج في مختبرها بجامعة Zagreb في كرواتيا. وكانت سلالة الحصبة التي اختارتها تستخدم في لقاحات الأطفال، بينما تسبب سلالة VSV في أعراض خفيفة تشبه الإنفلونزا.
وعلى الرغم من المخاطر الكبيرة التي تنطوي عليها تجربتها، بما في ذلك احتمال تكوّن جلطة دموية قاتلة أو رد فعل غير متوقع من الجسم، نجحت التجربة بشكل غير متوقع.
وراقب أطباء الأورام حالة هالاسي أثناء العلاج لضمان أنها تستطيع العودة إلى العلاج الكيميائي التقليدي إذا ساءت حالتها. لكن العلاج التجريبي أثبت فعاليته، حيث انكمش الورم وأصبح أكثر ليونة، ما سهّل على الأطباء إزالته. وبعد ذلك، تابعت هالاسي تناول أدوية مضادة للسرطان لمنع عودة المرض.
ورغم أن العلاج حقق نتائج إيجابية، واجهت هالاسي صعوبة كبيرة في نشر نتائج تجربتها في المجلات الطبية، حيث تم رفض نشرها لأسباب أخلاقية.
وعندما تمكّنت من نشر نتائج تجربتها في مجلة اللقاحات، أثار ذلك قلق الخبراء الذين يخشون أن يؤدي ذلك إلى محاكاة غير محكومة لهذه الطريقة من قبل آخرين، دون إشراف طبي مناسب.
وكتبت هالاسي في مقالتها: “كانت نتائج العلاج غير التقليدي فعالة على المدى القصير والمتوسط، حيث لم تظهر أي سمية كبيرة”.
وعلى صعيد الموافقات التنظيمية، حصل نوع واحد فقط من العلاجات الفيروسية (OVT) على الموافقة لعلاج الورم الميلانيني النقيلي، بينما لم تتم الموافقة على استخدام هذا النوع من العلاج لسرطان الثدي. ورغم النجاح الذي حققته تجربتها، لم تتم الموافقة على تطبيق علاجها على نطاق واسع.
المصدر: ديلي ميل
إقرأ المزيد
مخاطر العلاج الهرموني أثناء فترة انقطاع الطمث
حذر الطبيب الروسي، ألكسندر مياسنيكوف من مخاطر العلاج بالأدوية الهرمونية خلال فترة انقطاع الطمث.
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
كشف تقرير نشره باحثون من جامعة جورج واشنطن ومركز واشنطن العاصمة الطبي لشؤون المحاربين القدامى، عن اختراق محتمل في علاج نوع عدواني من سرطان البروستات.
علاج ثوري للسرطان قد يحمل الأمل في إطالة عمر المرضى
يواجه مرضى السرطان المتقدم تحديات كبيرة بسبب الحاجة إلى تلقي عدة جرعات من العلاجات المختلفة، مثل العلاج الكيميائي والإشعاعي، ما قد يؤدي إلى آثار جانبية غير مرغوب فيها.
أعراض لسرطان الثدي لا ينبغي تجاهلها
يعرف الكثيرون العلامات التحذيرية الرئيسية لسرطان الثدي، مثل الكتل غير العادية. ومع ذلك، لا تظهر دائما علامات واضحة يمكن رؤيتها أو الشعور بها.
“أكبر مكسب في البقاء على قيد الحياة”.. نظام علاجي جديد يخفض خطر الوفاة بسرطان عنق الرحم
أشاد الأطباء بنظام علاجي جديد لسرطان عنق الرحم يقلل من خطر الوفاة بنسبة 40%، في “أكبر تقدم” ضد هذا المرض في 25 عاما.
مركز”غاماليا” الروسي يطور لقاحا ضد مرض السرطان باستخدام الذكاء الاصطناعي
يعمل مركز “غاماليا” الروسي على تطوير لقاح ضد مرض السرطان باستخدام الذكاء الاصطناعي.
علاجات سرطان الثدي الشائعة وعلاقتها بشيخوخة النساء
كشف فريق من الباحثين أن العلاجات الشائعة المستخدمة في علاج سرطان الثدي، مثل العلاج الكيميائي والإشعاعي والجراحة، قد تسرع من عملية الشيخوخة البيولوجية لدى الناجيات من هذا المرض.
روسيا.. طريقة مبتكرة لتشخيص سرطان الثدي بدقة عالية جدا
ابتكر علماء معهد الكيمياء الجيولوجية والكيمياء التحليلية ومركز البحوث الطبية الإشعاعية، طريقة جديدة لتشخيص سرطان الثدي، تعتمد على دراسة التركيب الكيميائي للثدي.
مركز “غاماليا” الروسي يعلن موعد بدء التجارب السريرية للقاح السرطان
أعلن مدير مركز أبحاث “غاماليا” لعلم الأوبئة والأحياء الدقيقة ألكسندر غينتسبورغ، أن الدراسات السريرية للقاح مرض السرطان قد تبدأ في خريف عام 2025.