يعتزم الرئيس الأميركي دونالد ترامب توجيه خطاب إلى الأمة مساء اليوم الأربعاء لـ”الإشادة” بسجله في آخر عامه الرئاسي الأول على الرغم من تراجع شعبيته بسبب الأوضاع الاقتصادية.
وأعلن ترامب أنه سيوجه خطابا إلى الأمة عبر التلفزيون مساء اليوم، معتبرا أن العام كان “جيدا جدا” للولايات المتحدة منذ عودته إلى السلطة في يناير/كانون الثاني الماضي.
وكتب ترامب أمس الثلاثاء عبر منصته “تروث سوشيال” موجها خطابه إلى مواطنيه “أيها الأميركيون: سأوجه خطابا إلى الأمة غدا مساء، مباشرة من البيت الأبيض، عند الساعة التاسعة مساء بتوقيت الساحل الشرقي. أتطلع إلى لقائكم حينها”. مضيفا “لقد كان عاما رائعا لبلدنا، والأفضل لم يأت بعد!”.
وأوضحت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت لقناة “فوكس نيوز” أن ترامب “سيلقي خطابا للأمة حول إنجازاته التاريخية هذا العام، وسيقدم لمحة عن بعض القرارات التي ستُتخذ العام المقبل”، مشيرة إلى أن الخطاب سيركز على الهجرة والاقتصاد.
تناقض
وتتناقض النظرة الإيجابية التي يحاول أن يعكسها الرئيس الأميركي والبيت الأبيض مع المخاوف التي يعبّر عنها الأميركيون بشأن غلاء المعيشة بحسب استطلاعات الرأي.
ويُثير استياء الأميركيين من السياسات الاقتصادية لدونالد ترامب، القائمة في معظمها على الرسوم الجمركية، قلق الجمهوريين قبل أقل من عام على انتخابات التجديد النصفي للكونغرس.
وأظهر استطلاع جديد أجرته “رويترزوإبسوس” أن شعبية الرئيس الأميركي انخفضت في الأيام القليلة الماضية إلى أدنى مستوياتها تقريبا في ولايته الحالية مع استياء الناخبين المنتمين للحزب الجمهوري من طريقة تعامله مع الاقتصاد.
وبيّن الاستطلاع الذي استمر3 أيام، واختُتم الأحد الماضي، أن 39% من البالغين الأميركيين يوافقون على أداء ترامب في منصبه، انخفاضا من 41% في وقت سابق من ديسمبر/كانون الأول الجاري، وعلى بعد نقطة واحدة من 38% في منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وهي أدنى شعبية لترامب هذا العام.
وعاد الرئيس الجمهوري إلى السلطة في يناير/كانون الثاني الماضي، وكانت شعبيته تبلغ حينها 47%، لكنها تراجعت منذ ذلك الحين، خاصة فيما يتعلق بأسلوب إدارته للاقتصاد.
وعطل الإغلاق الحكومي الأحدث جمع البيانات عن الاقتصاد الأميركي، لكنّ عددا من الاقتصاديين يعتقدون أن أرباب العمل تراجعوا عن التوظيف بسبب ما وصفه البعض بالصدمة من الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على الواردات.
وقال 33% فقط من البالغين في الولايات المتحدة إنهم يوافقون على كيفية تعامل ترامب مع الاقتصاد، وهو أدنى تقييم للرئيس في هذا الشأن هذا العام.
انزعاج
وعبّر ترامب مؤخرا عن انزعاجه من استطلاعات الرأي، وكتب على شبكته الاجتماعية “تروث سوشيال”: “متى ستعكس استطلاعات الرأي عظمة أميركا اليوم؟ متى سيُقال أخيرا إنني صنعتُ، من دون تضخم، ربما أفضل اقتصاد في تاريخ بلدنا؟ متى سيفهم الناس ما الذي يجري؟”.
ودعا بعض المحافظين الرئيس الأميركي إلى التركيز أكثر على القضايا الداخلية، وطلب نائب الرئيس جيه دي فانس الذي كان في ولاية بنسلفانيا أمس الثلاثاء، من الأميركيين التحلي بالصبر، محملا الرئيس الديمقراطي السابق جو بايدن مسؤولية ارتفاع تكاليف المعيشة.
وفاز ترامب بالانتخابات الرئاسية في العام الماضي بفضل وعد بإصلاح الاقتصاد، الذي عانى من موجة تضخم مرتفعة في عهد الرئيس الديمقراطي السابق جو بايدن.
لكنّ التضخم ظل مرتفعا باستمرار في عهد ترامب، إذ استمر قريبا من 3% وفوق معدل 2% الذي يعتبره صانعو السياسة مواتيا أكثر لاقتصاد قوي.
المصدر: الجزيرة