أثارت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخيرة المسيئة للصومال موجة غضب واسعة في مقديشو، بعد تأكيده أن الولايات المتحدة لا تريد استقبال مهاجرين صوماليين.
وجاءت تعليقاته في وقت انكشفت فيه فضيحة فساد في ولاية مينيسوتا مرتبطة، وفق الادعاء، بفواتير مزوّرة شارك فيها أفراد من الجالية الصومالية.
وقال ترامب خلال اجتماع حكومي إن الصوماليين “لا يملكون شيئا في بلادهم ويقتل بعضهم بعضا”، مضيفا أن “بلدهم في وضع سيئ وهناك سبب لذلك. بلدهم نتن، نحن لا نريدهم في بلدنا”.
ردود الفعل
بدورها، لم تصدر الحكومة الصومالية أي رد رسمي، في ما يبدو تجنبا لأي توتر مع واشنطن التي لا تزال تقدم مساعدات أمنية وإنسانية حيوية للصومال، حسب ما ورد في الصحافة الفرنسية.
لكن الشارع الصومالي لم يلتزم الصمت، فقد قال داود باري، وهو صاحب محل بقالة في مقديشو، إن تصريحات ترامب “مسيئة هذه المرة على نحو غير مقبول”، ودعا الحكومة إلى الرد علنا ورفض الإهانات.
أما الطالبة الجامعية سمية حسن علي (23 عاما)، فوصفت كلام ترامب بأنه “وقح”، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة نفسها تشهد “أعدادا كبيرة من جرائم القتل سنويا، وأحيانا أكثر مما يحدث في الصومال”.
وانتقد البعض صمت الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، بينما رأى آخرون أن خياراته محدودة، حيث قال المحاضر الجامعي مهدي إبراهيم إن الحكومة الصومالية تعتمد على دعم أميركي في مواجهة الجماعات المسلحة، وبالتالي فإن أي مواجهة مع ترامب قد تدفعه إلى وقف هذا الدعم فجأة، كما حدث في مواقف سابقة.
وعبّر نور الدين عبدي، العامل في منظمة مجتمع مدني، عن موقف أقل حدة، قائلا إن “أسلوب ترامب قد يكون وقحا تجاه الصومال، لكن لا يمكننا تجاهل حقيقة أن معظم ما يقوله عن الصومال صحيح”.
وأضاف أن البلاد لا تزال غارقة في النزاعات والفساد وقلة الاستقرار، مشيرا إلى أن تحسين صورة الصومال عالميا يبدأ من “إصلاح أوضاع الحكم والحد من الفوضى”.
المصدر: الجزيرة