تكنولوجيا جديدة تكشف أسرار معبد “إل كاستيلو” بالمكسيك

يستعد علماء آثار من عدة دول لاستخدام تكنولوجيا جديدة تسمى “التصوير بالميونات” (muography) لاستكشاف ما بداخل معبد “إل كاستيلو” القديم في المكسيك، دون الحاجة إلى حفر أو لمس البناء.

وستسمح هذه التقنية، التي تستخدم جسيمات كونية صغيرة جدا، برؤية التفاصيل الداخلية للمعبد للمرة الأولى.

ويعرف المعبد الضخم أيضا باسم “معبد كيتزالكواتل”، ويقع في مدينة تشيتشن إيتزا الأثرية. وهو أحد مواقع التراث العالمي وعجائب الدنيا السبع الجديدة. ويبلغ طول الهرم 55.5 مترا وعرضه 30 مترا، وقد بناه شعب المايا قبل أكثر من 700 عام.

وهذا الهرم ليس مجرد مبنى قديم، بل هو تحفة هندسية تعمل كساعة شمسية عملاقة. ومرتين في السنة، أثناء الاعتدالين الربيعي والخريفي، تظهر ظلال الدرجات على شكل ثعبان ضخم ينزل من أعلى الهرم، ما يظهر براعة المايا في ربط العمارة بعلم الفلك.

ورغم معرفتنا بهذه المعجزة الخارجية، إلا أن داخل الهرم ما يزال يحمل الكثير من الأسرار. ففي الثلاثينيات، اكتشف علماء الآثار غرفا داخلية، لكن أجزاء كبيرة منها بقيت غير مستكشفة حتى الآن.

كما أظهرت أبحاث لاحقة وجود هرم آخر مختبئ داخل الهرم الرئيسي، وأن المايا بنوا المعبد فوق بئر طبيعي مقدس عمقه 21 مترا، كانوا يعتبرونه بوابة للعالم السفلي.

لذلك، سيستخدم العلماء الآن جسيمات “الميونات” دون الذرية التي تخترق الصخور بسهولة. وتنتج هذه الجسيمات طبيعيا في الغلاف الجوي وتسقط على الأرض باستمرار.

وعندما تمر عبر أجسام صلبة مثل الهرم، يمكن للكاشفات الخاصة التقاطها وإنشاء صورة للأشياء المخفية داخل الحجر، تماما كما تعمل الأشعة السينية ولكن لأجسام أكبر بكثير.

وسيبدأ الفريق بتصوير غرفتين معروفتين بالفعل مرتبطتين بنفق قديم، ثم سيتوسع لاستكشاف الأجزاء غير المعروفة من المبنى. وإذا نجحت هذه الخطة، ستكون هذه أول مرة تستخدم فيها هذه التكنولوجيا المتقدمة لاستكشاف معابد المايا، ما قد يفتح طريقة جديدة تماما لدراسة الآثار القديمة دون إتلافها.

ويقود المشروع المعهد الوطني للأنثروبولوجيا والتاريخ في المكسيك، بالتعاون مع جامعات ومؤسسات بحثية مكسيكية وأمريكية. وقد يجيب هذا البحث على أسئلة حيرت العلماء لعقود: هل يوجد مدافن ملكية مخفية؟ هل توجد هياكل أقدم تحت الهرم؟ العالم يترقب ما سيكتشفه العلماء داخل أحد أعظم عجائب العالم القديم.

المصدر: interesting engineering

 

المصدر: روسيا اليوم