حريق سنترال رمسيس: ماذا أصاب مصر جراء هذا الحادث؟

شلل كبير أصاب الحياة مؤقتاً في مصر منذ مساء يوم الإثنين السابع من يوليو/ تموز الجاري، بعد حريق نشب في مركز رئيسي لمعالجة الاتصالات والانترنت أو ما يعرف بـ “سنترال رمسيس” وسط العاصمة المصرية القاهرة.

على أثر الحريق، لقي أربعة مهندسون مصرعهم وتعطلت خدمات الاتصالات والإنترنت وما يتعلق بها بشكل كبير في العديد من المحافظات، كما شهدت حركة الطيران في مطار القاهرة الدولي تأخير مواعيد إقلاع بعض الرحلات، وتعطلت الخدمات المصرفية وسوق المال كذلك.

الحريق اندلع أولاً في إحدى غرف الأجهزة في الطابق السابع وامتد لعدة طوابق في السنترال المكون من 11 طابقاً واستمر لعدة ساعات، وخلف أربعة ضحايا، وأصيب 27 آخرون من العاملين.

وعد حكومي

وأوضح العطيفي لبي بي سي، أن سنترال رمسيس به العديد من الأجهزة التي تتحكم في العديد من القطاعات الحيوية مثل حركة الملاحة والطيران، ويتحكم أيضاً في الربط بين شبكات التراسل الأرضي بين القاهرة والدلتا والصعيد.

جدل وغضب

ومع اندلاع الحريق، اندلعت حالة من الجدل والغضب بين المواطنين، سواء في الشارع المصري أو عبر منصات التواصل الاجتماعي.

ومن ناحية أخرى اعتبر عدد من المواطنين أن هذه حدث “قدري”، وأن الحكومة فعلت ما بوسعها وحاولت قدر الإمكان السيطرة على الحادث.

يوصي العطيفي بضرورة تغيير آلية عمل شبكات الاتصالات في مصر بشكل كامل، لأنها تتحكم في العديد من القطاعات، ويضيف: “شهدنا تأثيرات تمس حياة الناس، ومنذ الحريق لم يستطع الغالبية إجراء معاملات بنكية أو السحب من معظم ماكينات الصراف الآلي، بسبب تضرر أنظمة البنوك جراء تعطل الاتصالات والإنترنت، كما تأثرت خدمة التموين وصرف الدعم التمويني للمواطنين، وحركة الاستيراد وكذلك الجمارك، وحتى العديد من المرافق الأخرى أصبحت تعتمد على شبكات الاتصالات، كالكهرباء وغيرها”.

ناقوس خطر وخطط بديلة

يضيف العطيفي أن الحريق هو بمثابة “جرس إنذار” مهم جداً لإعادة النظر في النقاط الحرجة القريبة في شبكة الاتصالات الرئيسية في مصر، وإعادة تصميمها، و يرى أنه لابد من تقليل عدد هذه النقاط الحرجة، ووضع استراتيجية متكاملة ومراجعة الاستراتيجية الحالية.

وأوضح أن البنية التحتية لشبكة الاتصالات في مصر تحتاج إعادة بنائها لتكون قادرة على مواجهة الأزمات، ما يضمن استمرارية تقديم الخدمات في أي ظروف طارئة.

وأوصى التقرير آنذاك بضرورة تقليل الاعتماد على شبكة الشركة المصرية للاتصالات (الحكومية) وتمكين المشغلين الآخرين من الوصول إلى مسارات ألياف ضوئية بديلة، ونشرها واستخدامها، لبناء شبكاتهم الرئيسية على بنية تحتية وخدمات تعتمد على التكرار، ما من شأنه أن يعزز من مرونة شبكات وخدمات الاتصالات في مصر.

 

المصدر: BBC
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments