أثارت قضية “اختطاف” الأكاديمية والناقدة السورية رشا ناصر العلي، أستاذة الأدب العربي في جامعة حمص وعضو اتحاد الكتّاب العرب، اهتماما كبيرا في الأوساط الثقافية والأدبية وعلى التواصل الاجتماعي في سوريا، خاصة بعد تقارير عن مقتلها على يد مسلحين.
وتصدر اسم الدكتورة رشا ناصر العلي منصة إكس وكذلك محركات البحث في المنطقة خلال الساعات الماضية، نظرا لكونها عضوا محكما في جائزة الطيب صالح العالمية 2014، وعضوا محكما في مهرجان الشعر العربي في القاهرة 2020.
هذا بالإضافة إلى أن الغموض حول مصيرها وتضارب التقارير فيما يتعلق بمقتلها والعثور على جثتها، أثار اهتماما كبيرا في سوريا وخارجها، خاصة بعد أن نفت أسرتها هذه الأنباء وقالت إنها “مفقودة”.
بدأت الواقعة بمعلومات عن اختطاف الدكتورة رشا على يد مجموعة مسلحة، الإثنين الماضي، أثناء توجهها من منزلها في مساكن الادخار إلى الجامعة وسط مدينة حمص، وسط سوريا، وفق الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
وقال أحد النشطاء السوريين على منصة إكس، إن الدكتورة رشا “لم تكن مجرد أكاديمية، بل كانت صوتا أدبيا بارزا، تركت بصمتها في السرديات النسوية والأدب العربي المعاصر. غيابها ليس مجرد خبر يُنسى مع مرور الوقت، بل قضية يجب أن تبقى حاضرة في الأذهان حتى تظهر الحقيقة، وحتى تنال عائلتها وأحباؤها إجابة حاسمة تضع حدًا لهذا الانتظار القاتل.”
وهي من مواليد حمص في سوريا، عام 1973، والدها المحامي السوري الشهير ناصر أحمد العلي، حصلت على شهادة البكالوريوس في اللغة العربية من جامعة البعث بحمص عام 1997.
وانتقلت إلى مصر لاستكمال دراستها العليا، حيث حصلت على درجة الماجستير في النثر الحديث من جامعة عين شمس عام 2004، ثم نالت شهادة الدكتوراه عام 2009 بأطروحة تناولت السرديات النسوية المعاصرة في الوطن العربي (1990-2005).
حصلت على جائزة الشارقة للإبداع في مجال النقد 2012، وصدر لها عدد من الأعمال الأدبية منها، كتاب “الأنساق الثقافية في مسرح سعد الله ونوس”، صدر عن المجلس الأعلى للثقافة في مصر 2008، وكتاب “ثقافة النسق في السرد النسوي المعاصر” المجلس الأعلى للثقافة وزارة الثقافة المصرية 2011، كتاب تقنيات قراءة السرد الروائي/ ما قبل النص دائرة الثقافة والإعلام الشارقة 2012، كتاب “قراءات تحليلية في النص الروائي والمسرحي” مديرية الكتب والمطبوعات الجامعية، سوريا 2016.
وأدان اتحاد الكتاب العرب في سوريا ما اعتبره “اختطاف” الدكتورة رشا، وأصدر بيانا يعبر عن قلقه العميق إزاء هذا الحادث المؤسف، داعيا كافة الفعاليات والمجتمع المدني في محافظة حمص للقيام بدور فعال في المطالبة بالإفراج عن الدكتورة العلي.