أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية بوفاة الجاسوس الإسرائيلي روبرت داسا عن عمر يناهز 91 عاما. ويأتي ذلك بعد مرور نحو 70 عاما على سقوط أكبر شبكة تجسس إسرائيلية في مصر في الخمسينيات من القرن الماضي. وكان داسا آخر الناجين من واحدة من أكبر الإخفاقات الاستخباراتية منذ تأسيس إسرائيل.
من هو روبرت داسا؟
أُرسل أفري إيلاد، ضابط الوحدة 131، لتشغيل مجموعة الإسكندرية فيما عُرف باسم العملية “سوزانا”. وكانت خلية القاهرة معطلة حيث استقال قائدها الدكتور موشيه مرزوق قبل بضعة أشهر ولم يُعيّن بديل عنه.
وشارك روبرت في 3 عمليات تسببت في حرائق بسيطة دون وقوع إصابات. وكان من المقرر تنفيذ العملية الثالثة في 23 يوليو/ تموز، ذكرى الثورة المصرية عام 1952، واستهدفت دور السينما في القاهرة والإسكندرية.
وانفجرت العبوة الناسفة قبل الأوان بينما كانت لا تزال داخل جيب فيليب ناثانسون عندما وقف على سلم سينما ريو في الإسكندرية، وتم القبض عليه على الفور.
وألقي القبض على داسا في اليوم التالي، وعلى أعضاء الخليتين في غضون أيام قليلة، ووجهت إليهم اتهامات وقُدموا للمحاكمة. وكان الوحيد الذي لم يتم القبض عليه هو قائدهم أفري إيلاد الذي كان قد غادر البلاد.
وحكم على روبرت داسا بالسجن لمدة 15 عاماً مع الأشغال الشاقة. وخلال فترة إقامته في السجن استخدم هو وزميله في الزنزانة ماير زعفران موهبتهما الفنية لتحسين ظروف معيشتهما فشاركا في معرض فني للسجناء. وفي السجن تعلم روبرت كيفية العزف على الآلات الموسيقية وانضم إلى أوركسترا السجن.
رشّح داسا، الذي كان رياضياً، كقائد لفريق كرة السلة، ثم كمدرب له. واستخدم هذه المنصة للمغادرة مع الفريق إلى مباريات جرت في سجون أخرى، في محاولة لمقابلة زميلته مارسيل نينيو، التي كانت مسجونة في سجن للنساء.
وأُطلق سراح روبرت داسا وفيكتور ليفي ومارسيل نينيو وفيليب ناثانسون من السجن في فبراير/ شباط من عام 1968 كجزء من صفقة لتبادل الأسرى بعد حرب عام 1967.
وبعد وصولهم إلى إسرائيل، التحق روبرت بجامعة تل أبيب لدراسة اللغة والأدب العربي وتاريخ الشرق الأوسط، ومُنح رتبة رائد وخدم في مقر استخبارات الجيش الإسرائيلي.
وفي عام 1976، نشر الصحفي أفيزر جولان كتابه “عملية سوزانا”. وفي عام 1992، نشر روبرت كتابه الخاص “العودة إلى القاهرة”، حيث استعاد أحداث عام 1954.
ولدى روبرت وزوجته دينا ثلاثة أبناء، وهما جدان لسبعة أحفاد.
من الذي أصدر الأوامر؟
وكانت الخلية، التي ألقي القبض على أعضائها في صيف عام 1954، تخطط لزرع قنابل في دور السينما، ومكتب بريد، ومؤسسات أمريكية في القاهرة والإسكندرية، مما يجعل الأمر يبدو وكأن القنابل من عمل المصريين. ويبدو أن رئيس الوزراء آنذاك موشيه شاريت لم يكن لديه علم مسبق بالعملية التي أجبرت وزير الدفاع آنذاك بنحاس لافون على الاستقالة.
وفي عام 1960، أنكر جيبلي أنه كان هو من أصدر الأوامر بتنفيذ الهجمات في مصر، وطلب من رئيس الأركان ووزير الدفاع تعيين لجنة تحقيق في الأمر، كما أصر جيبلي على أنه أصدر الأوامر بتنفيذ الهجمات في مصر بناءً على تعليمات من لافون، وزير الدفاع.
وقد ظلت قضية لافون مصدر جدل كبير في إسرائيل لسنوات، وذلك بحسب صحيفة هآرتس الإسرائيلية.