أثار مشهد جدال حاد بين لاعبَيْن من المنتخب المغربي خلال مباراة افتتاح كأس أمم أفريقيا أمام جزر القمر ردود فعل واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، وسط تساؤلات حول طبيعة الخلاف وتأثيره على انسجام أسود الأطلس في البطولة القارية المقامة على أرضهم.
وجاء هذا المشهد في ظرف حساس، إذ كان المنتخب المغربي يخوض مباراته الافتتاحية أمام أكثر من 60 ألف متفرج بالعاصمة الرباط، في لقاء يحمل أهمية خاصة، كونه يمثل انطلاقة المغرب في البطولة التي تستضيفها للمرة الأولى منذ سنوات.
والتقطت الكاميرات لحظة توتر شديدة بين المدافع نايف أكرد والظهير الأيمن نصير مزراوي، حيث ظهر الأخير وهو يتجه بغضب نحو زميله ويدفعه بقوة، في مشهد غير مألوف بين لاعبي الفريق الواحد خلال المباريات الرسمية.
وبدأ الموقف عندما توقف أكرد فجأة عن ملاحقة مهاجم من جزر القمر خلال هجمة خطيرة، مما سمح للمهاجم بالتقدم نحو منطقة الجزاء المغربية، قبل أن يتدخل مزراوي ومدافعون آخرون لإنقاذ الموقف ومنع تسجيل هدف محقق كاد يفتح باب المفاجآت.
وأظهر الفيديو المتداول مزراوي وهو يواجه أكرد بحدة، كأنه يسأله عن سبب توقفه المفاجئ وتركه المهاجم يمر دون ملاحقة، في حين رد أكرد بدفعه بعيدا في إشارة رفض للتوبيخ، مما أثار استغراب اللاعبين والجماهير على حد سواء.
كما تدخل لاعب الوسط سفيان أمرابط من بعيد سائلا أكرد عن سبب تصرفه، فقام الأخير بحركة بفمه تحاكي صوت الصفارة، في إشارة بدت غامضة للمتابعين ولم يفهمها كثيرون في اللحظة، مما فتح باب التأويلات والتفسيرات المختلفة.
ورصد برنامج شبكات (2025/12/23) جانبا من تعليقات المغاربة على هذا الموقف الذي انتشر بشكل واسع، حيث كتب سعد منتقدا أداء أكرد:
خطأ فادح من أكرد كأنه يلعب في الهواة، يجب أن يعتذر لمزراوي وللفريق والشعب المغربي الذي كاد أن يسبب له أزمة قلبية، وبالتوفيق للمنتخب.
بدوره، أشاد سفيان بدور مزراوي في إنقاذ الموقف رغم الخطأ الدفاعي الفادح، فغرد:
قلب الأسد الحاج نصير مزراوي أنقذنا البارحة من أكبر المهازل الدفاعية في تاريخ كأس أمم أفريقيا بكارثة نايف أكرد والياميق، طبعا دفاع المنتخب الوطني الأول لا يحتاج باش نهضرو عليه (لكي نتحدث عنه) لأن عام ونصف صوتنا بح على ثقوب أوزون.
أما عمر فرأى أن انفعال مزراوي كان مبررا، وحذّر من تكرار مثل هذه الأخطاء أمام منتخبات أقوى، فكتب:
مزراوي عنده الحق، أكرد عليه بعدم تكرار مثل تلك الأخطاء وإلا ستكون العقوبة قاسية أمام منتخبات قوية وسريعة.
وحاول يحيى تبرير الموقف باعتباره جزءا طبيعيا من أجواء المباريات، مشيرا إلى أن الانفعالات تحدث في كل المباريات، فغرد:
الانفعال كاين (حاصل) في أي مباراة، الروح الوطنية غير بنادم ملقاو ميهدرو (لم يجدوا ما يتحدثون عنه).
في المقابل، رأى سعيد أن الموقف يعكس أزمة أعمق داخل المنتخب وغياب الانسجام بين اللاعبين، محملا المدرب مسؤولية الوضع، فكتب:
المدرب يجب أن يزرع الانسجام بين اللاعبين، هذا الشجار يعني خلافا وأزمة كبيرة في المنتخب، اللاعبون غير متفاهمين والدليل ظهر على الملعب، سوف يدمرون المنتخب بهذه الطريقة.
لكن سرعان ما انكشف سبب الموقف الحقيقي، إذ كشف أكرد نفسه، في منشور على حسابه، أن توقفه كان بسبب صفارات الجماهير التي اعتقد أنها صفارة الحكم، مما دفعه للتوقف عن الملاحقة ظنا منه أن الحكم أوقف اللعب.
وكتب أكرد في رسالة موجهة للجماهير عبر حسابه:
في المرة القادمة، نأمل أن يُترك إطلاق الصافرة للحكم فقط، مادخلوش (لا تُدخلوا) الصفارات للملعب باش ما ندابزوش (حتى لا نتشاجر) أنا والحاج.
وبذلك اتضح أن الموقف لم يكن نتيجة خلاف حقيقي بين اللاعبين، بل كان مجرد سوء تفاهم ناتج عن استخدام الجماهير صفارات شبيهة بصفارة الحكم، مما أربك أكرد وجعله يتوقف عن اللعب في لحظة حرجة.
ورد مزراوي على التأويلات والتكهنات المنتشرة بنشر صورة تجمعه مع أكرد في أجواء ودية، في رسالة واضحة بأنه لا يوجد أي خلاف بينهما، وأن الأمور عادت إلى طبيعتها، وكأنه يقول للجميع انسوا الموضوع.
وانتهت المباراة بفوز المغرب على جزر القمر بهدفين نظيفين، في بداية ناجحة للمنتخب المغربي في البطولة القارية التي يسعى للتتويج بها على أرضه وأمام جماهيره، رغم اللحظات المقلقة التي شهدتها المباراة دفاعيا.
المصدر: الجزيرة