بين 11 جثة محنطة لفراعنة كبار في مصر القديمة عثر عليها في مقبرة سرية بالدير البحري عام 1881، تميزت واحدة دون غيرها بوجود إصابات مرعبة متعددة في الرأس، ما جعلها محط اهتمام كبير.
هذه المقبرة الملكية السرية، وهي من الكنوز التاريخية الهامة، وتعرف أيضا باسم “الخبيئة الملكية” اكتشفت في القرن التاسع عشر بالقرب من وادي الملوك، وتبين أنها لمومياوات فراعنة نُقلت خلال الأسرة الحادية والعشرين من مدافنها الاصلية لحمايتها من الاندثار على أيدي لصوص المقابر الذين انتهكوا حرمتها.
كان يرقد في هذه المقبرة السرية عدد من الفراعنة من الأسرات 17 إلى 20 بينهم سيتي الأول ورمسيس الأول والثاني والثالث والتاسع وتحتمس الأول والثاني والثالث.
إحدى المومياوات لفتت أنظار العلماء والمختصين على مدى عقود طويلة من الزمن، وهي تعود لفرعون من الأسرة 17 اسمه “سقنن رع تاعا الثاني”. من الصدف المعبرة أن معني اسم هذا الفرعون الذي لقي حتفه في ظروف عنيفة للغاية يعني “من يجعله رع شجاعا”.
العلماء يرجحون أن الفرعون سقنن “الشجاع” حكم منطقة صعيد مصر من 1560 – 1558 إلى 1555 قبل الميلاد، وكانت حينها مناطق مصر الشمالية ودلتا النيل تحت سيطرة الهكسوس. يعتقد أن هذا الفرعون الشجاع هو من بدأ الحرب لطردهم.
اشتد التوتر بين الجانبين وبلغ مداه حين بعث ملك الهكسوس “أبوفيس” برسالة وقحة ومهينة قال فيها:
“أنا منزعج للغاية! لا أستطيع النوم لأن أفراس النهر لديك تُصدر ضجيجا شديدا ليلا. يجب عليك تهدئتها”.
هذه الرسالة يعتقد انها كانت ذريعة لإشعال حرب طويلة وعنيفة في محاولة من الغزاة لمد احتلالهم إلى جنوب مصر. يظهر ذلك بمعرفة أن عاصمة الهكسوس “أواريس” تقع على بعد حوالي 800 كيلو متر من طيبة، حيث توجد “البركة المقدسة”.
أفزعت الجروح الغائرة والمخيفة في رأس الفرعون العلماء، ولا تزال تقاطيع وجه الميت رغم مرور الزمن تحتفظ بالألم والرعب. كان المظهر بشعا وصادما للغاية.
حُددت عدة إصابات في مومياء الفرعون “الشجاع” منها:
خمس إصابات رئيسة في الرأس بينها جرح فأس على الجبهة بطول 7 سنتمترات، وطعنة عميقة أسفل الأذن اليسرى تصل إلى جذع الدماغ.، وكسور حادة في الأنف والخد الأيمن، وكسور في الجانب الأيمن من الجمجمة عمل المحنطون على حجبها.
علاوة على ذلك، تسببت ضربة بفأس حربية على الوجه إلى انقسام عظم الوجنة والأنف ومحجر العين، ما يؤكد أن الفرعون “سقنن رع تاعا الثاني” فقد في تلك الأحداث الدامية إحدى عينيه.
تبين أن الإصابات على رأس الفرعون تطابق آثار أسلحة للهكسوس من خناجر وفؤوس ورماح كان عثر على نماذج لها في تل الضبعة. الانتباه توجه بشكل خاص إلى فأس برونزي للهكسوس.
طرح الخبراء عدة نظريات حول ظروف مصرع الفرعون “سقنن رع تاعا الثاني”. يعتقد الكثيرون أنه قتل في ساحة معركة مع الهكسوس، فيما يعتقد البعض أنه قتل أثناء نومه نتيجة مؤامرة انقلابية في القصر.
نتائج التصوير المقطعي الذي أجري عام 2021 دلت على أن الفرعون قتل بضربات من الأعلى، وكانت يداه مقيدتين بعد أسره. أغلب الباحثين يعتقدون أن “سقنن رع تاعا الثاني” أعدم على الأرجح من قبل الهكسوس بطريقة احتفالية.
هذا الأمر يؤكد أن هذا الفرعون كان شجاعا بالفعل، وأنه أدى دورا في صفوف القتال الأمامية في معركة من أجل تحرير مصر القديمة من المحتلين الدخلاء.
مقتله لم يكن النهاية، بل بداية حرب عنيفة وطويلة. حمل اللواء بعده ابنه “كاموس”، وبعد مقتله، قاد القتال نجله الأصغر أحمس الأول الذي تمكن في نهاية المطاف من طرد الهكسوس وإعادة توحيد مصر وتأسيس المملكة الحديثة.
المصدر: RT
إقرأ المزيد
حتى أنت يا ابنة أمي وأبي!!
علّق أحد الكتاب على فرار “خوانيتا”، شقيقة الزعيم الكوبي فيدل كاسترو من كوبا في 29 يونيو 1964، بنفس الطريقة التي وردت على لسان يوليوس قيصر، وكتب يقول: “حتى أنت يا أختي”!
“غيلدا” والـ “الجمال النووي الفتاك”
نظروا إلى القنبلة النووية على أنها حسناء فاتنة. أطلقوا عليها اسم “غيلدا”، وكتبوا على غلافها “ريتا هايورث”، وهو اسم ممثلة الإغراء التي لعبت دورها في فيلم بنفس الاسم.
نذير “الطائر الطنان”.. صحيفة مشؤومة ومسدس بطلقة واحدة!
في ذروة أحداث “ليلة السكاكين الطويلة”، أراد أدولف هتلر التخلص من أحد أشد منافسيه على الزعامة بطريقة خاصة. بعد اعتقاله أمر أن تحضر له في زنزانته صحيفة ومسدس بطلقة واحدة.
أبو القاذفة الشبحية الأمريكية “بي -2” يُرجح كفة الصين!
ارتبطت القاذفة الشبحية الأمريكية الفريدة “ب -2” التي شاركت في ضرب منشأة “فوردو” النووية الإيرانية في عملية “مطرقة منتصف الليل”، بقصة مثيرة جمعت “الحلم الأمريكي” بالخيانة والتجسس.
سبب الوفاة “القتل”.. والجسد كما لو أن “حافلة داسته”!
تعرض قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة إلى صنوف عنيفة من التعذيب على يد الأمريكيين في معتقل باغرام حتى أن تقرير تشريح جثته ذكر أن الإصابات على جسده تشبه آثار “دهس حافلة”.