علماء يكشفون كيف وصلت الحياة إلى الأرض

توصل تحليل حديث إلى أن حبيبات الغبار على الكويكب بينو تحتوي على عناصر كيميائية أساسية لازمة للحياة، إذ تحتوي عينات الصخرة الفضائية، التي جلبتها مركبة فضائية تابعة لناسا إلى الأرض، على مجموعة متنوعة من المعادن وآلاف المركبات العضوية.

تلك العينات تشمل أيضا الأحماض الأمينية، وهي الجزيئات التي تُكوّن البروتينات، بالإضافة إلى القواعد النووية، التي تعتبر المكونات الأساسية للحمض النووي.

وعلى الرغم من أن هذا لا يعني وجود حياة على كويكب بينو، إلا أن الاكتشاف يدعم النظرية القائلة بأن الكويكبات قد جلبت المكونات الحيوية إلى الأرض من خلال اصطدامها بكوكبنا منذ مليارات السنين.

ويرجح العلماء أن هذه المركبات من الممكن أن تُنقل إلى عوالم أخرى ضمن نظامنا الشمسي، مما يفتح المجال لدراسة احتمالات وجود الحياة في أماكن مختلفة.

وتم جمع حوالي 120 جراماً من الغبار الأسود وتمت مشاركتها مع العلماء حول العالم، ورغم أن هذه الكمية قد تبدو صغيرة، إلا أنها أثبتت كونها “كنزاً ثميناً”.

كما أظهر البحث الجديد أن الصخرة الفضائية بينو غنية بالنيتروجين والمركبات التي تحتوي على كميات عالية من الكربون.

كما كشفت الدراسة أيضاً عن مجموعة من المعادن والأملاح، مما يدل على وجود الماء على الكويكب. بالإضافة إلى ذلك، تم العثور على الأمونيا في العينة، وهي مادة أساسية للتفاعلات الكيميائية الحيوية.

وتم رصد بعض هذه المركبات في الصخور الفضائية التي سقطت على الأرض، في حين أن البعض الآخر لم يُكتشف إلا خلال التجارب الأخيرة.

وأوضحت البروفيسورة راسل أنه “من المدهش كم هي غنية هذه العينة. إنها تحتوي على معادن لم نرها من قبل في النيازك، بالإضافة إلى مزيج غير مسبوق من المواد. كانت تجربة مثيرة للغاية في دراستها”.

وتساهم هذه الدراسة الأخيرة في تعزيز الأدلة المتزايدة التي تشير إلى أن الكويكبات جلبت الماء والمواد العضوية إلى كوكب الأرض.

وتتمثل الفكرة في أن هذه الكويكبات اصطدمت بالأرض في مراحلها المبكرة، مما جلب المكونات التي ساعدت في تكوين المحيطات وجعلت الحياة ممكنة.

لكن الأرض لم تكن الكوكب الوحيد الذي تعرض لاصطدامات الصخور الفضائية، فقد كانت الكويكبات قادرة على الاصطدام بكواكب أخرى.

أشار الدكتور كينج إلى أن “الأرض تعد فريدة من نوعها لأنها المكان الوحيد الذي اكتشفنا فيه الحياة حتى الآن، ولكننا نعلم أن الكويكبات كانت تنقل تلك المكونات، مثل الكربون والماء، عبر النظام الشمسي”.

وأضاف كينغ أن “إحدى الأسئلة الرئيسية التي نبحث فيها الآن هي ما إذا كانت الظروف مناسبة، ولماذا ظهرت الحياة على الأرض، وهل يمكننا العثور عليها في مكان آخر داخل نظامنا الشمسي؟”.

ويُعد هذا سؤالًا رئيسياً سيواصل العلماء محاولاتهم للإجابة عليه.

 

المصدر: BBC