قال فريق من العلماء الإيطاليين إنهم استطاعوا تحديد تاريخ كفن تورينو بدقة، وأنه يعود إلى زمن المسيح.
وتتحدى هذه الدراسة، التي نُشرت في الأصل عام 2022، الرأي القائل بأن هذه القطعة الأثرية “مزيفة” وأنها ربما صُنعت في العصور الوسطى.
وحظيت الدراسة، التي نُشرت مؤخرا على نطاق واسع، بتغطية إعلامية في المملكة المتحدة والولايات المتحدة وأيرلندا.
كفن تورينو عبارة عن قطعة من نسيج الكتان يبلغ طولها 4.42 مترا وعرضها 1.21 مترا.
ويقول الإنجيل إن يوسف الرامي لفّ جسد المسيح بكفن من الكتان بعد وفاته، قبل وضعه في القبر.
بيد أن بيير داركيس، أسقف مدينة تروا الفرنسية، شكك في صحة ذلك، في عام 1389 واعتبر الكفن مزيفا.
وفي عام 1578، نُقل الكفن إلى الكنيسة الملكية في كاتدرائية سان جيوفاني باتيستا في مدينة تورينو الإيطالية، ولا يُعرض على الجمهور إلا في المناسبات الخاصة.
وأجرى علماء من سويسرا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، في عام 1988، اختبارات باستخدام الكربون المشع على جزء صغير من الكفن وخلصوا إلى أنه يعود إلى فترة ما بين عامي 1260 و1390 ميلاديا.
ما هي نتائج الدراسة الأخيرة؟
أجرى علماء في معهد علم البلورات في إيطاليا، التابع للمجلس الوطني للبحوث، دراسة شملت ثمانية خيوط صغيرة من الكتان الذي صُنع منه كفن تورينو، وحددوا تاريخها باستخدام تقنية الأشعة السينية.
ونشرت مجلة “هريتيدج”، المعنية بالشؤون التاريخية، نتائج الدراسة في أبريل نيسان 2022، بيد أن تلك الدراسة حظيت مؤخرا بتغطية إعلامية في المملكة المتحدة والولايات المتحدة وأيرلندا.
واستطاع العلماء قياس مدى تحلل السليلوز في الكتان بفعل الزمن، وحولوا ذلك إلى الوقت المنقضي منذ صناعة قطعة النسيج.
كما استعان فريق العلماء بمعايير أخرى، مثل درجة الحرارة التي احتُفظ فيها بالنسيج، وافترضوا أن القطعة حُفظت في درجة حرارة تتراوح بين 20 و22.5 درجة مئوية (ورطوبة نسبية تتراوح بين 55 و75 في المئة) على مدار تاريخه.
ويؤكد العلماء أن الأساليب العلمية التي اتبعوها أكثر دقة وموثوق بها مقارنة باستخدام طريقة تحديد التاريخ بالكربون المشع، نظرا لأن أقمشة مثل الكتان تتأثر بالتلوث، وهو ما يمكن أن يجعل استخدام الكربون المشع غير دقيق في تحديد التاريخ.
ويُقال أيضا إن كفن تورينو مصنوع من نوع نسيج الكتان الذي كان يستخدم في العصور القديمة وليس من الأنواع المستخدمة في العصور الوسطى.
إلى أين يقودنا هذا الجدل بشأن كفن المسيح؟
لا يقترح العلماء الإيطاليون أن كفن تورينو هو في الواقع قطعة النسيج الذي لُفّ بها المسيح ودفن بها، بل يقولون فقط إنها صُنعت في نفس الفترة التي عاش فيها المسيح.
ويمكن إضافة نتائج أبحاث هؤلاء العلماء إلى كم هائل من الدراسات السابقة بشأن هذه القطعة الأثرية.
فمنذ ثمانينيات القرن العشرين، نُشر ما يزيد على 170 دراسة أكاديمية بشأن كفن المسيح، وخلص العديد منها إلى أنه حقيقي بينما قال آخرون إنه مزيف.