اعتبر تونسيون أن استقالة نور الدين الطبوبي من منصبه كأمين عام للاتحاد العام التونسي للشغل خطوة تتجاوز كونها إجراء إداريا داخل منظمة نقابية، لتعكس حالة إنهاك وأزمة عميقة يعيشها الاتحاد نفسه.
ورأى متابعون، عبر الجزيرة مباشر، أن الاستقالة قد تمثل رسالة تذمر واحتجاج صامت على واقع داخلي مأزوم، أو اعترافا ضمنيا بفشل تحقيق توازن حقيقي بين الدفاع عن حقوق العمال ومتطلبات الدولة، في ظل غياب حوار فعلي قادر على تجاوز حالة الجمود.
وفي خطوة مفاجئة، أعلن متحدث الاتحاد العام التونسي للشغل سامي الطاهري، الثلاثاء، تقديم الأمين العام للاتحاد نور الدين الطبوبي (64 عاما) استقالته دون الإعلان عن الأسباب.
“لحظة مفصلية في تاريخ المنظمة”
واعتبر مواطنون أن استقالة الطبوبي تشكل لحظة مفصلية في تاريخ المنظمة، لا يمكن قراءتها كقرار شخصي بحت، بل كمؤشر على تحول بنيوي في توازنات الفعل النقابي والسياسي، وقد تحمل طابعا تحذيريا أكثر من كونها انسحابا نهائيا من المشهد.
وأشاروا إلى أن هذه الخطوة تضع الاتحاد أمام مفترق طرق، إما الانخراط في مراجعة جذرية لمساره وتجديد قياداته وخياراته، أو الدخول في مرحلة تراجع وفقدان تأثير داخل مشهد اجتماعي يعاني أصلا من أزمات متراكمة.
وفي السياق ذاته، رأى تونسيون أن استقالة الطبوبي تعكس أزمة داخلية خانقة بين القيادات والهياكل على مختلف المستويات، وتكشف عن تشدد في المواقف وتصدعات تنظيمية داخل واحدة من أبرز المنظمات النقابية التي قادت محطات مفصلية في تاريخ تونس الحديث.
ومنذ عام 2017 يتولى الطبوبي الأمانة العامة للاتحاد، وهو أكبر نقابة بتونس، وأُسس عام 1946، وبرز دوره بشكل كبير عقب ثورة 14 يناير/كانون الثاني 2011، التي أطاحت بالرئيس آنذاك زين العابدين بن علي (1987-2011).
المصدر: الجزيرة