طوّر فريق من الباحثين في معهد كينيدي كريجر وجامعة نوتنغهام ترينت أداة رقمية جديدة، أطلق عليها “التقييم المحوسب للتقليد الحركي” (CAMI)، للكشف عن التوحد لدى الأطفال بدقة وكفاءة.
وتعتمد هذه الأداة على تقنية تتبع الحركة لقياس مهارات التقليد الحركي، ما يسمح بتمييز الأطفال المصابين بالتوحد عن غيرهم، بما في ذلك أولئك الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD).
A new one-minute video game can accurately and efficiently identify children with an autism diagnosis from those who have ADHD or are neurotypical. CAMI has been developed by @BaharTuncgenc @NTUSocSciences in partnership with @KennedyKrieger. Read more 👉https://t.co/L47vSfOF18 pic.twitter.com/T9fz21ntPd
— NTU Press Office (@NTUNews) January 28, 2025
وشارك في الدراسة 183 طفلا تتراوح أعمارهم بين 7 و13 عاما، حيث طُلب منهم ممارسة لعبة فيديو تتضمن تقليد حركات رقص تؤديها شخصية رمزية لمدة دقيقة واحدة.
وقاست أداة CAMI الأداء لديهم، وتمكنت من التمييز بين الأطفال المصابين بالتوحد والأطفال الطبيعيين بدقة بلغت 80%، كما فرّقت بين التوحد واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بدقة 70%.
ويعد هذا إنجازا مهما، نظرا لصعوبة التشخيص بين التوحد واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، خاصة أن الحالتين غالبا ما تحدثان معا، مما يجعل التفريق بينهما تحديا حتى للأطباء الخبراء.
وأوضح الدكتور ستيوارت موستوفسكي، طبيب أعصاب الأطفال ومدير مركز أبحاث النمو العصبي والتصوير في معهد كينيدي كريجر، أن هذه الأداة تمثل نقلة نوعية في تشخيص التوحد، مشيرا إلى أن التشخيص التقليدي يستغرق وقتا طويلا، ويتطلب أطباء متخصصين، وتبلغ تكلفته ما بين 1500 و3000 دولار سنويا.
وقال موستوفسكي: “قد يكون تشخيص التوحد معقدا، خاصة عند تداخل أعراضه مع اضطرابات أخرى مثل فرط الحركة ونقص الانتباه. التشخيص الخاطئ قد يحرم الأطفال من الدعم والموارد المناسبة”.
وأكدت الدكتورة بهار تونكجينش، المعدة الرئيسية للدراسة وخبيرة التنمية الاجتماعية في جامعة نوتنغهام ترينت، أن التوحد لم يعد يُنظر إليه فقط على أنه اضطراب في التواصل الاجتماعي، بل إن الصعوبات الحركية، مثل التقليد الحركي، تلعب دورا رئيسيا في تطوير مهارات التواصل الاجتماعي.
وأضافت: “ما يجعل CAMI مميزة هو بساطتها. فهي ممتعة للأطفال، وسهلة الاستخدام للأطباء، وتوفر نتائج دقيقة بسرعة”.
ويأمل الباحثون في تطوير CAMI لتشمل فئات عمرية أصغر وأطفالا يعانون من تحديات نمو أكثر تعقيدا، ما يزيد من تأثيرها. كما يمكن أن يلهم نجاح الأداة تطوير تقنيات جديدة لتحسين تشخيص اضطرابات النمو العصبي الأخرى.
وفي هذا السياق، شدد موستوفسكي على أهمية توسيع نطاق استخدام الأداة، قائلا:
“يمكن لهذه التقنية أن تحدث تغييرا جذريا في تشخيص التوحد عالميا. من خلال تحسين دقة التشخيص، سنتمكن من توجيه الأطفال إلى التدخلات المناسبة، ما يحسن جودة حياتهم ونتائجهم طويلة المدى. ونطمح إلى رؤية CAMI تُستخدم في العيادات على نطاق واسع كأداة سريعة ومنخفضة التكلفة ولا تتطلب تجهيزات معقدة”.
نشرت نتائج الدراسة في المجلة البريطانية للطب النفسي.
المصدر: ميديكال إكسبريس
إقرأ المزيد
دراسة تكشف عن أرقام مقلقة بشأن انتشار التوحد في العالم
كشفت مراجعة نشرت في مجلة The Lancet Psychiatry عن ارتفاع كبير في انتشار اضطراب طيف التوحد عالميا وتأثيره على الصحة العامة.
علاج واعد لاضطراب طيف التوحد
كشفت دراسة جديدة عن علاج محتمل لاضطراب طيف التوحد (ASD)، الذي يؤثر على 2.8% من سكان العالم ويتميز بالعجز الاجتماعي والسلوكيات المتكررة والمشاكل الفكرية، بالإضافة إلى القلق.
اختراق هام يكشف أسرار بيولوجيا التوحد
يعرف طيف التوحد (ASD) بأنه اضطراب عصبي يؤثر على التفاعلات الاجتماعية والتواصل. وعلى الرغم من ارتباط عدة عوامل جينية بهذا الاضطراب، إلا أن الأسباب لا تزال غير واضحة بالكامل.
اكتشاف ارتباط بين مرض التوحد وكائنات حية دقيقة في الأمعاء
وجدت دراسة حديثة، هي الأكثر تفصيلا حتى الآن، علاقة بين مرض التوحد وميكروبيوم الأمعاء (الكائنات الحية الدقيقة التي تسكن القناة الهضمية).