التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمرة الثانية برئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر اليوم الخميس في داونينغ ستريت، لبحث ملفات الأمن والدفاع والهجرة، مع تركيز خاص على الحرب في أوكرانيا وتهديدات البنية التحتية الأوروبية.
وأكد مكتب رئاسة الوزراء البريطانية أن المحادثات شملت سبل مكافحة الهجرة غير النظامية عبر المانش، إلى جانب التعاون الأمني والدفاعي.
ودعا ماكرون وستارمر في تصريح مشترك إلى تشديد الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لفرض وقف إطلاق النار في أوكرانيا، مشيرين إلى أهمية تنسيق العقوبات والاستعداد لمرحلة ما بعد الحرب.
وقال ستارمر “علينا إعادة تركيز جهودنا على التحضير للسلام وإجبار بوتين على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، الضغط المنسق سيُحدث فرقا”، في حين أكد ماكرون “نحن بحاجة إلى شيء جديد لتشديد الضغط على روسيا”.
ويواصل ماكرون زيارة الدولة الأولى له إلى المملكة المتحدة منذ تولي ستارمر منصبه، حيث التقى به أمس الأربعاء واتفق معه على تطبيق “رادع جديد” لوقف قوارب الهجرة من فرنسا إلى بريطانيا، دون ذكر تفاصيل.
اجتماع لوقف إطلاق النار بأوكرانيا
وترأس الزعيمان اجتماعا عبر الفيديو من مركز قيادة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في نورثوود شمال غرب لندن شارك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني وعضوا مجلس الشيوخ الأميركي ليندسي غراهام وريتشارد بلومنتال، إضافة إلى قادة أوروبيين آخرين.
وأعلن ستارمر وماكرون خلال الاجتماع أن الخطط الخاصة بنشر قوة حفظ سلام في أوكرانيا أصبحت جاهزة للتنفيذ “في الساعات التي تلي وقف إطلاق النار”، وأكد ستارمر أن هذه الخطط “ناضجة وموضوعة على أساس طويل الأمد”.
بدوره، قال زيلينسكي في مداخلته إنه “بات من الواضح لجميع الشركاء أن روسيا تعرقل جميع جهود السلام”، وحث على فرض عقوبات جديدة عليها.
وفي سياق متصل، أعلنت الحكومة البريطانية أن المملكة المتحدة وفرنسا ستتعاونان في تطوير أنظمة ملاحة متقدمة لحماية البنية التحتية الحيوية من التهديدات المعادية، خاصة التشويش على إشارات الملاحة، وهو تهديد تصاعد خلال الحرب في أوكرانيا.
وقال وزير التكنولوجيا البريطاني بيتر كايل “من المهم للغاية أن نعمل مع شركائنا الفرنسيين في هذه المساعي، في ظل التهديدات المتزايدة من دول معادية”.
وأكد كايل أن هذا التعاون يعكس الطموحات المشتركة في تعزيز النمو الاقتصادي والأمن القومي.
وتعد هذه القمة الثنائية إشارة إلى عودة الزخم في العلاقات الفرنسية البريطانية بعد سنوات من التوتر، وتأتي في وقت حساس تشهده أوروبا سياسيا وأمنيا، وسط استمرار الحرب في أوكرانيا وتحديات ما بعد البريكست.