محللون: هذا ما سيناقشه نتنياهو خلال لقائه المرتقب مع ترامب

بينما تقول التسريبات إن اللقاء المرتقب بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيركز على الانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق قطاع غزة وإمكانية توجيه ضربة جديدة لإيران، يرى محللون أن اللقاء سيركز بالدرجة الأولى على آليات توسيع نفوذ إسرائيل في المنطقة.

فبعد 77 يوما من سريان وقف إطلاق النار، لا تزال إسرائيل تواصل انتهاك الاتفاق حيث قتلت أكثر من 400 فلسطيني وأصابت أكثر من 1100 آخرين، فضلا عن رفضها فتح المعابر وإدخال المساعدات التي نصت عليها خطة ترامب.

ومع تعثر الدخول في المرحلة الثانية، يتوجه نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية- إلى الولايات المتحدة  للقاء ترامب في ميامي يوم الاثنين، وسط أحاديث عن تزايد الاستياء في صفوف المسؤولين الأميركيين من سلوك رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي يرون أنه يعرقل الاتفاق.

وهذه هي الزيارة الخامسة التي يجريها نتنياهو للولايات المتحدة منذ يناير/كانون الثاني الماضي. ومن المتوقع -حسب قناة “كان” الإسرائيلية- أن يناقش الجانبان البدء بالمرحلة الثانية ونزع سلاح حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وتشكيل لجنة تكنوقراط لإدارة القطاع وتشكيل قوة حفظ الاستقرار الدولية وانسحاب إسرائيل جزئيا من القطاع.

ويتوقع المسؤول السابق في الخارجية الأميركية توماس واريك، أن يحاول نتنياهو خلال اللقاء الحصول على مباركة الولايات المتحدة لضرب إيران مجددا، وأيضا لمواصلة العمل العسكري في لبنان وقطاع غزة.

تذويب قضية غزة

وقد أعرب واريك -خلال مشاركته في برنامج مسار الأحداث- عن اعتقاده بأن ترامب سيرفض توجيه ضربة جديدة لإيران ولبنان، وأنه سيوافق على مواصلة نتنياهو العمل في غزة.

والسبب في ذلك -برأي المسؤول الأميركي السابق- هو وجود خلافات بين الجانبين الأميركي والإسرائيلي بشأن الطريقة التي يجب نزع سلاح حركة حماس بها، ومن المستبعد أن يحل هذا الخلاف خلال زيارة نتنياهو المرتقبة.

إعلان

ومن المتوقع أن يذيب اللقاء بعض الخلافات بين واشنطن وتل أبيب، في حين ستظل نقاط كثيرة تتعلق بمواصلة تطبيق خطة ترامب في غزة محل خلاف، برأي واريك.

بيد أن الخبير في الشؤون الإسرائيلية عادل شديد، يرى أن قضايا غزة ولبنان وإيران لن تكون على طاولة هذا اللقاء كما يعتقد البعض، وأن المشاورات ستركز بالدرجة الأولى على توسيع نفوذ إسرائيل في المنطقة.

فلا يمكن -برأي شديد- أن يواصل نتنياهو انتهاك الاتفاق في غزة ولا أن يتلاعب بأمن القرن الأفريقي ويهدد مصالح دول مثل السعودية ومصر وإيران، دون مباركة الولايات المتحدة.

واعتمادا على هذا الدعم الأميركي الواضح، سيحاول نتنياهو تذويب قضية غزة التي تمثل هاجسا إقليميا من خلال طرح الكثير من القضايا على ترامب بحيث يستبعد السيطرة على كل ما سيجري في القطاع، كما يقول شديد.

ولا يعتقد الباحث الفلسطيني أن يعود نتنياهو من واشنطن خالي الوفاض، ومن ثم لا يتوقع أي انسحاب إسرائيلي أو إعادة للإعمار خلال العام المقبل.

ترامب يبحث عن مصالحه

ولا تختلف أستاذة الدبلوماسية وحل الصراعات بالجامعة العربية الأميركية دلال عريقات، مع حديث شديد، لكنها تعتقد أن نتنياهو سيواجه بعض الضغوط من أجل الانتقال للمرحلة الثانية من الاتفاق بما يحقق مصالح ترامب الخاصة وليس مصلحة الفلسطينيين.

كما سيحاول ترامب أيضا ضبط سلوك نتنياهو الذي يريده ركيزة للاستقرار الذي يريد تحقيقه في المنطقة والذي يقوم -كما تقول دلال عريقات- على الاستثمار بالدرجة الأولى، خصوصا بعد الإحراج الذي سببه لواشنطن مع دول مثل مصر وقطر والسعودية وتركيا.

فمن غير الممكن -وفق الأكاديمية الفلسطينية- أن يضيع ترامب فرصة الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال هذا اللقاء حرصا منه على الطرق التجارية التي يريد فتحها في المنطقة، لا سيما أن نتنياهو حصل على الكثير من المكاسب بسبب الغطاء الأميركي.

وفي الجانب الفلسطيني، لا تزال الأولوية هي إلزام إسرائيل بما اتفقت عليه بشأن فتح المعابر وإدخال المساعدات، وفق مدير المؤسسة الفلسطينية للإعلام إبراهيم المدهون، الذي قال إن نتنياهو “لم يلتزم بأكثر من 25% مما التزم به في المرحلة الأولى”.

وتكمن المشكلة حاليا في الفجوة الموجودة بين أولويات إسرائيل من جهة وتحركات الوسطاء من جهة وتفسير ترامب لطريقة الحل من جهة ثالثة، برأي المدهون، الذي يعتقد أن حكومة نتنياهو تريد حصر الاتفاق في مرحلته الأولى أو تخريبه تماما خصوصا في ظل حديث بعض المسؤولين الإسرائيليين عن أن الخط الأصفر هو الحدود الجديدة لقطاع غزة.

وفي حين يقول المدهون إن حماس أبدت مرونة وقدمت حلولا قبلها الوسطاء لمسألة السلاح، يقول شديد إن نزع هذا السلاح أصبح شرطا رئيسيا في إسرائيل للانتقال المرحلة الثانية بينما باتت واشنطن مقتنعة بأنه لن يكون ممكنا تنحية الحركة تماما من مستقبل القطاع، وبالتالي لن يكون ممكنا التقدم في تنفيذ الاتفاق قبل الانتخابات الإسرائيلية المقبلة.

 

المصدر: الجزيرة