مغردون: موقف أحمد الأحمد البطولي ينسف سردية الإسلاموفوبيا في لحظات

على شاطئ بوندي في مدينة سيدني الأسترالية، وبينما كان بعض اليهود يحتفلون بعيد “الحانوكا” (عيد الأنوار)، دوى صوت الرصاص فجأة، لتتحول لحظات الفرح إلى مشهد من الرعب والدماء.

في تلك اللحظة، تقدم رجل بسيط بشجاعة نادرة، وقفز نحو أحد المهاجمين المسلحين، وانتزع السلاح من يده، منقذا بذلك أرواحا كثيرة كان يمكن أن تزهق في ثوان.

اقرأ أيضا

list of 2 items

  • list 1 of 2احتفال بمسرح الجريمة.. جنود الاحتلال يشعلون “الحانوكا” فوق مستشفى بغزة
  • list 2 of 2مشاركة محمد صلاح بعد غياب تشعل أنفيلد

end of list

وسرعان ما انتشر المشهد كالنار في الهشيم على منصات التواصل الاجتماعي، وتوالت الإشادات من الجمهور الأسترالي والعالمي بردة فعل الشخص ليتبين أنه مسلم ويدعى أحمد الأحمد .

وقال مغردون إن تدخل الأحمد لم يكن بدافع ديني أو سياسي، وإنما بدافع إنساني نبيل، اختار فيه الشجاعة على الخوف.

وأضاف آخرون أن هذا الموقف قلب المعادلة رأسا على عقب، وذكّر الأستراليين بما يمكن أن يقدمه المهاجرون لبلادهم الجديدة، إذ إن أحمد الأحمد، وهو سوري الأصل، أب لطفلين يبلغ من العمر (43 عاما)، يعيش حياة بسيطة بعيدا عن الأضواء.

وأشار مغردون إلى أنه في لحظة رعب انتصرت الشجاعة، وأن أحمد لم يكن يبحث عن مجد شخصي، لكنه وجد نفسه فجأة في قلب الحكاية التي ألهمت الملايين. “إنه ببساطة رجل فعل الصواب وهذا وحده يكفي”، علّق أحدهم.

إعلان

وقال بعضهم إن ما قام به أحمد الأحمد يعكس أمرين أساسيين: أولا، قيمته الإنسانية العميقة كشاب شهم، وثانيا، ارتباطه بالدولة التي وفرت له حياة كريمة، في إشارة إلى أستراليا، ورده الجميل لها. وأكدوا أن أحمد لم يسأل عن لون أو عرق أو دين الضحايا، بل تحرك بدافع إنساني خالص، ليكسر قسوة اللحظة ويجسد أسمى معاني البطولة.

في المقابل، ذهب آخرون إلى أن الهجوم كان مدبرا لتشويه صورة المسلمين، لكنّ السيناريو انقلب على أصحابه بخروج بطل مسلم أوقف المهاجم، وكشف زيف السرديات المسبقة.

وأشار أحدهم إلى أن أحد المنفذين شاب يبلغ من العمر (24 عاما)، ربما تعرض لغسيل دماغ عبر دعاية وأيديولوجيا متطرفة، مما قاده لارتكاب جريمته البشعة، وهو ما استغله المتطرفون الصهيونيون لتغذية خطاب الكراهية والدعوة إلى هجرة اليهود نحو فلسطين ودعم إسرائيل.

وفي وقت لاحق، كشفت السلطات الأسترالية أن أحد المشتبه بهم في الهجوم يدعى نافيد أكرم.

الهجوم، الذي أسفر عن مقتل 16 شخصا وإصابة 40 آخرين، كان مرشحا ليحصد المزيد من الأرواح لولا تدخل أحمد الأحمد الذي أوقف المسلح الثاني قبل أن يطلق المزيد من النار.

 

المصدر: الجزيرة