نهج جديد لإنتاج لقاحات “حية” للإنفلونزا

ويقول المبتكرون في تقرير نشرته مجلة Nature Chemical Biology: “ابتكرنا نهجا جديدا لإنتاج الجسيمات الفيروسية للقاحات، يسمح لنا بإدخال تسلسلات خاصة في مناطق عشوائية من جينوم الفيروس، ما يجعل جزيئاته عرضة لإنزيمات البروتياز الخلوية. إن دمج عدد من هذه المناطق في جينوم فيروس الإنفلونزا “سمح لنا بإنشاء عدد من النماذج الأولية للقاحات، أدى إدخالها إلى أجسام الحيوانات إلى منحها مناعة قوية ضد المرض”.

ويذكر أن الفريق العلمي يعمل على ابتكار هذه التقنية منذ عدة سنوات برئاسة البروفيسور الصيني سي لونلونغ من معهد التكنولوجيا. وهذه الطريقة أسرع وأرخص من الطرق التقليدية لتنمية جزيئات فيروس الإنفلونزا المضعفة التي تتضمن تنمية جزيئات فيروس الإنفلونزا أو مسببات الأمراض الأخرى لفترات طويلة في درجات حرارة منخفضة في مزارع خلايا الطيور أو الحيوانات.

وكان البروفيسور لونلونغ قد اكتشف مع الفريق العلمي أنه يمكن إضعاف فيروس الإنفلونزا عن طريق إدخال تسلسلات قصيرة من الأحماض الأمينية إلى بروتيناته التي ترتبط بها إنزيمات البروتياز، ما يؤدي إلى عدم استقرار جزيئات العامل الممرض عند تجمعها داخل الخلايا المصابة، وبالتالي يحمي الجسم من تطور بؤر كبيرة من العدوى وتوليد الكثير من المستضدات.

وحصل العلماء باستخدام هذا النهج على نموذج أولي للقاح الإنفلونزا، وحقنوه في تجاويف أنف الفئران. وأظهرت هذه التجارب أن التعديلات الجديدة في بنية الفيروس أدت في الوقت نفسه إلى خفض سرعة تكاثره في خلايا أعضاء الجهاز التنفسي للقوارض، كما زادت من توليد المناعة، وبفضل ذلك بقيت جميع الفئران على قيد الحياة بعد الإصابة بجرعة قاتلة من الجسيمات العادية لفيروس الإنفلونزا الموسمية. ويأمل العلماء أن يؤدي إكمال هذه التجارب بنجاح إلى تمهيد الطريق أمام التطبيق العملي للتكنولوجيا التي ابتكروها.

المصدر: تاس