هدوء حذر شرقي الكونغو مع استمرار سيطرة “إم 23” على أوفيرا

شهدت مدينة أوفيرا الواقعة شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية صباح السبت حالة من الاستقرار المؤقت، عقب أيام من مواجهات عنيفة بين القوات المسلحة الكونغولية ومتمردي حركة “إم 23” المدعومين من حلفائهم الروانديين، وفق ما أفادت به مصادر محلية.

ورغم تنفيذ الجيش الكونغولي ضربات جوية استهدفت مواقع للمتمردين في مناطق كالوندو وكاتونغو وروتيمبا، التي كانت سابقا قاعدة لبعثة الأمم المتحدة (مونوسكو) وتحولت إلى مقر قيادة للحركة، فإن “إم 23” لم تصدر حتى الآن أي بيان رسمي. ويعد هذا الصمت غير مألوف بالنسبة لمجموعة اعتادت إصدار بيانات سريعة موجهة للرأي العام الدولي، مما يعزز الانطباع بأن إعلانها السابق عن الانسحاب كان أقرب إلى مناورة إعلامية منه إلى خطوة ميدانية فعلية.

وحسب تقارير إعلامية، لا يزال سكان أوفيرا يعيشون حالة من القلق والشلل رغم مرور 10 أيام على إعلان الحركة انسحابها من المدينة، إذ بقيت الأنشطة التجارية محدودة، في حين التزم كثيرون منازلهم خشية تجدّد المواجهات. ويعكس هذا التوتر فجوة واضحة بين الخطاب السياسي والواقع الميداني، حيث لم يلمس الأهالي أي تحسن ملموس في الوضع الأمني.

تصميم خاص - خريطة مدينة بوكافو - الكونغو الديمقراطية

حرب معلومات موازية

وتداولت منصات رقمية مرتبطة بحركة “إم 23” وحلفائها مزاعم عن إسقاط طائرة تابعة للقوات المسلحة الكونغولية، وهي رواية انتشرت على نطاق واسع يوم الجمعة، لكن لم يتم التأكد من صحتها حتى الآن. وتظهر هذه التطورات، حسب مراقبين، أن العمليات العسكرية في شرق الكونغو لا تنفصل عن حرب معلومات مستمرة، حيث تلعب الشائعات والبيانات غير الموثقة والصمت الإستراتيجي دورا في تشكيل ميزان القوى.

UVIRA, DEMOCRATIC REPUBLIC OF CONGO - DECEMBER 15: Wazalendo militants huddle near their weapons surrendered to members of the Rwanda-backed M23 rebel group on December 15, 2025 in Uvira, Democratic Republic of Congo. Fifty-two members from the coalition of Congolese and Burundian militias known as the Wazalendo joined M23 following the rebels' capture of the South Kivu city on December 10. Human Rights Watch has reported abuses perpetrated against civilians by fighters from both sides of the conflict during the offensive on Uvira, and has called for the safe passage and humanitarian assistance for those caught up in the fighting. (Photo by Daniel Buuma/Getty Images)
ما زال الغموض يلف حول حقيقة انسحاب قوات “إم 23” من مدينة أوفيرا (غيتي)

وضع هش ومستقبل غامض

وفي حين يستمر هذا الصراع المتعدد الأبعاد، تبقى مدينة أوفيرا وسكانها في مواجهة وضع أمني هش وغير مستقر، حيث يتقاطع القصف الجوي مع المخاوف الشعبية وحرب الروايات الإعلامية. هذا المشهد يبرز أن الأزمة في شرق الكونغو تتجاوز المعارك الميدانية، لتتحول إلى اختبار طويل الأمد لثقة السكان بقدرة الدولة على حمايتهم.

إعلان

 

المصدر: الجزيرة