أحكام بالسجن لـ1300 سنة.. السلفادور تضع نهاية لأخطر عصابات العالم

في سابقة قضائية تعكس حجم “الحرب الشاملة” التي تشنها السلفادور على الجريمة المنظمة، أصدر القضاء السلفادوري أحكاما بالسجن تجاوزت الألف عام بحق قادة وأعضاء عصابة “إم إس 13” (MS-13) الأخطر في العالم، وذلك بعد إدانتهم بارتكاب مئات الجرائم الوحشية.

وقد وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب العصابة بأنها عصابة “لا تعرف الرحمة وحولت الأحياء المسالمة إلى ساحات قتل”.

وتواجه العصابة اليوم مصيرا مظلما خلف القضبان، في خطوة أثارت تفاعلا واسعا بين مؤيد لـ”القبضة الحديدية” ومنتقد لغرابة الأحكام.

وتعود جذور “مارا سالفاتروتشا” المعروفة بـ”إم إس 13″ إلى الثمانينيات، حيث نشأت في لوس أنجلوس على يد مهاجرين سلفادوريين فروا من الحرب الأهلية، بهدف حماية أنفسهم من العصابات الأخرى، قبل أن تتحول إلى منظمة عابرة للحدود.

وتتهم حكومة السلفادور هذه العصابة وشريكتها “باريو 18” بالمسؤولية عن مقتل نحو 200 ألف شخص على مدى 3 عقود، بالإضافة إلى سيطرتهم على 80% من أراضي السلفادور قبل بدء الحملة الأمنية الكبرى.

أحكام بـ”القرون”

منذ عام 2022، أوقفت السلطات أكثر من 90 ألف مجرم منضم للعصابة، وأفرجت عن 8 آلاف منهم بعد ثبوت براءتهم في إطار حملة لمكافحة العصابات.

ومؤخرا، تلقى 248 عضوا أحكاما قاسية لارتكابهم 43 جريمة قتل و42 جريمة إخفاء قسري.

وكانت الأحكام لافتة في مدتها الزمنية، حيث حُكم على رئيس العصابة مارفين هيرنانديز بالسجن 1335 عاما، وفريدي إدغاردو 958 عاما، وميغويل غوزمان 880 عاما، وكيلفين ريفاس بـ739 عاما، وهي أرقام تعني عمليا بقاءهم في السجن للأبد.

بين التشفي والذهول

ورصدت حلقة (2025/12/22) من برنامج “شبكات” تفاعل المغردين مع الأحكام التي أصدرها القضاء السلفادوري، حيث انقسمت الآراء بين من يرى في الأحكام عقابا عادلا لوحشية العصابة، وبين من استغرب منطقيتها.

إعلان

وأشار المدون عباس إلى وحشية العصابة التي تستحق هذا المصير، مستذكرا مشاهد الرعب التي كانوا يفرضونها، وكتب:

“السلفادور أخطر دول العالم، حبسوا العصابتين مع بعض اللتين كانتا تقومان بجرائم فظيعة، حيث إنه كان عاديا تلاقي شخصا معلقا عالعمود ميتا كنوع من العقاب”.

 

أما المدون زروق، فأيد منطق القوة في التعامل مع الجريمة المنظمة، معلقا باختصار:

“الجريمة لا تداوى إلا بالقوة وأحيانا بالجريمة”

ورأى زيدان أن هذه الأحكام هي إعلان لنهاية حياة هؤلاء الأشخاص فعليا، مغردا:

“أعتقد أن هؤلاء المساجين لن يعودوا إلى الحياة الطبيعية، أي أنها تستمر حياتهم هكذا ليوم ملاقاة ربهم وهلم جرا”

وفي المقابل، تساءل هشام عن الجدوى المنطقية من الحكم بألف عام، كاتبا

“أخطر عصابة في السلفادور مرعبة جدا ولكن هذه الأحكام غير منطقية.. من سيعيش ألف سنة ومحبوس كمان؟”

 

تشكيك حقوقي

ورغم الترحيب الشعبي بتراجع معدلات الجريمة، انتقدت حركة “موفير” (حركة ضحايا النظام)، وهي منظمة مدنية تدافع عن المعتقلين تعسفيا خلال حالة الطوارئ للدفاع عن ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان، متسائلة عما إذا كانت العقوبات قد راعت إجراءات التقاضي السليمة.

واعتبرت الحركة أن هذه “الأحكام الاستعراضية” قد تكون مجرد “إستراتيجية تسويقية شعبية” للرئيس السلفادوري نجيب بوكيلة.

 

المصدر: الجزيرة