قال ثلاثة مسؤولين أميركيين اليوم السبت لوكالة رويترز إن الولايات المتحدة تعمل على اعتراض سفينة خاضعة للعقوبات قبالة ساحل فنزويلا في المياه الدولية، في حين حذر رئيس البرازيل لويس إيناسيو لولا دا سيلفا من أن التدخل المسلح في فنزويلا سيكون كارثة إنسانية.
ولم يفصح المسؤولون، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، عن مكان العملية لكنهم أضافوا أن خفر السواحل في المقدمة.
وكان الولايات المتحدة أعلنت أمس الجمعة فرض عقوبات على 7 أشخاص مقربين من الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو وبعض أفراد عائلاتهم.
وأفادت وزارة الخارجية الأميركية أن العقوبات تستهدف ما سمته هيكل الفساد المرتبط بتجارة المخدرات والداعم لنظام مادورو.
وقالت في بيان أن العقوبات الجديدة تستهدف أفراد عائلة ابن شقيق مادورو، كارلوس إريك مالبيكا فلوريس، ورجل الأعمال البنمي رامون كاريتيرو نابوليتانو بسبب وجود رابط له مع حكومة مادورو.
وذكر البيان أن الأشخاص الخاضعين للعقوبات يشملون شقيقة زوجة مادورو، وأقارب آخرين لمالبيكا فلوريس، واثنين من أفراد عائلة كاريتيرو نابوليتانو المقربين، مبينا أن إدارة ترامب مصممة على تفكيك شبكة الأشخاص الداعمين لمادورو ونظامه.
وبموجب هذه العقوبات، سيجري تجميد أي أصول يمتلكها جميع الأفراد المتضررين في الولايات المتحدة.
تحذير برازيلي
في الأثناء، قال رئيس البرازيل لويس إيناسيو لولا دا سيلفا اليوم السبت إن “التدخل المسلح في فنزويلا سيكون كارثة إنسانية”.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أمر يوم الثلاثاء الماضي بفرض حصار على جميع ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات التي تدخل فنزويلا وتخرج منها، في أحدث خطوة من واشنطن لزيادة الضغط على حكومة مادورو، مستهدفة مصدر دخلها الرئيسي.
وكان لولا ورئيسة المكسيك كلاوديا شينبوم، زعيما أكبر اقتصادين في أميركا اللاتينية، قد حثا بالفعل على ضبط النفس الأسبوع الماضي، مع تصاعد التوتر.
لكن لولا وجه اليوم السبت خلال مؤتمر في جنوب البلاد بيانا أشد ضد ما وصفها بأنها ستكون “سابقة خطيرة للعالم”.
وأضاف أنه بعد مرور أكثر من أربعة عقود على حرب فوكلاند بين الأرجنتين وبريطانيا “صارت قارة أميركا الجنوبية تعاني مجددا القلق من وجود عسكري لقوة من خارج المنطقة”.
في وقت سابق الجمعة، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إن بلاده عازمة على تغيير الوضع في فنزويلا، مبينا أن الحالة الراهنة للنظام الفنزويلي غير مقبولة لدى واشنطن.
قائد للقوات الأميركية في الكاريبي
وفي سياق متصل، عين ترامب جنرالا في قوات مشاة البحرية (مارينز) قائدا للقوات الأميركية لأميركا اللاتينية خلفا لأدميرال انتقد بحسب الصحافة الضربات على قوارب تقول الولايات المتحدة إنها تهرب مخدرات قبالة سواحل فنزويلا.
وأعلن وزير الدفاع بيت هيغسيث الجمعة في بيان على موقع البنتاغون أن ترامب عين الجنرال في المارينز فرانسيس ل. دونوفان على رأس “القيادة الأميركية الجنوبية” (ساوثكوم) المسؤولة عن أميركا الجنوبية وأميركا الوسطى، وهو منصب يشرف على الانتشار العسكري الأميركي الجاري في بحر الكاريبي.
ودونوفان هو حاليا مساعد قائد العمليات الخاصة الأميركية، بحسب وزارة الدفاع، ويتعين أن يصادق مجلس الشيوخ على تعيينه قبل أن يتولى مهامه الجديدة.
وسيخلف الأدميرال ألفين هولسي الذي أعلن في منتصف تشرين الأول/أكتوبر أنه سيغادر منصبه في 12 كانون الأول/ديسمبر.
وكشفت وسائل إعلام أميركية أنه أعرب عن تحفظات بشأن الضربات التي نفذها البنتاغون على قوارب في بحر الكاريبي والمحيط الهادئ.
وتنشر الولايات المتحدة منذ الصيف أسطولا بحريا ضخما في بحر الكاريبي بهدف معلن هو مكافحة تهريب المخدرات في أميركا اللاتينية، ونفذت عددا من الضربات على قوارب قادمة من فنزويلا قالت إنها تشتبه بأنها تحمل مخدرات، فيما شكك خبراء ومنظمات غير حكومية ومسؤولون في الولايات المتحدة في قانونية هذه العمليات.
التلويح بهجمات أميركية
والجمعة، صرح ترامب بأنه لا يستبعد احتمال تنفيذ عملية عسكرية ضد فنزويلا، وذلك بعد إصداره تعليمات بحجز جميع ناقلات النفط الفنزويلية الخاضعة للعقوبات.
وسبق أن صرح ترامب بأن الولايات المتحدة قد تنفذ هجمات برية ضد فنزويلا، وأن هذه الهجمات ستبدأ قريبا.
في المقابل، وصف مسؤولون فنزويليون مصادرة الولايات المتحدة ناقلة نفط قبالة سواحل البلاد بأنها “سرقة علنية”، وأكدوا أنهم سيرفعون القضية إلى الجهات الدولية.
وتصاعدت التوترات مؤخرا بين الولايات المتحدة وفنزويلا، وأصدر ترامب في أغسطس/ آب الماضي أمرا تنفيذيا بزيادة استخدام الجيش بدعوى “مكافحة عصابات المخدرات في أميركا اللاتينية.
وفي هذا السياق، أعلنت واشنطن إرسال سفن حربية وغواصة إلى قبالة سواحل فنزويلا، فيما قال وزير الحرب الأميركي بيت هيغسيث، إن الجيش جاهز للعمليات بما فيها تغيير النظام في فنزويلا.
المصدر: الجزيرة