في جولة الصحافة اليوم، نبدأ بمقال يطرح تساؤلات حول وضع حرية التعبير في بريطانيا، بعد منع كاتب فرنسي من دخول البلاد بسبب مواقفه من الهجرة، ثم ننتقل إلى تحليل لأداء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال أول مئة يوم من ولايته الثانية، وسط اتهامات بالفوضى والتجاوزات، ونختتم بمقال يستعرض كيف يسهم الذكاء الاصطناعي في تطوير معايير السلامة المهنية
نبدأ من صحيفة التلغراف ومقال للكاتب مايكل ديكون، يتناول فيه قرار وزارة الداخلية البريطانية منع الكاتب الفرنسي رونو كامي من دخول المملكة المتحدة، وذلك على خلفية مواقفه المثيرة للجدل بشأن الهجرة الجماعية.
يشير ديكون إلى ما قاله رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر خلال لقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض في فبراير/شباط الماضي، حين ردّ على انتقادات نائب الرئيس ترامب، جي دي فانس، بشأن وضع حرية التعبير في بريطانيا، مؤكداً أن “حرية التعبير في المملكة المتحدة راسخة منذ زمن طويل، وستبقى كذلك”.
لكن هذا التأكيد، كما يرى الكاتب، لم ينعكس على تصرفات الحكومة البريطانية، التي منعت كامي من دخول البلاد للمشاركة في فعالية عامة كان سيتحدث خلالها عن ما يعتبره “مخاطر الهجرة الجماعية”.
ويحذّر ديكون من أن هذا النوع من المنع قد يؤدي إلى نتائج عكسية، لأنه قد يعزّز من قناعة أنصار كامي بأنه على حق، وأن السلطة السياسية بالفعل تحاول إسكات صوته، كما أن القرار قد يدفع كثيرين ممن لم يسمعوا باسمه من قبل إلى البحث عنه وقراءة آرائه، فقط لأن الحكومة منعته.
ويقول ميلبانك إن ترامب فشل تشريعياً، حيث لم يوقّع سوى خمسة قوانين خلال هذه الفترة، جميعها قوانين ثانوية، وهو ما يجعلها – بحسب الكاتب – أضعف حصيلة تشريعية لرئيس جديد منذ أكثر من قرن.
ويضيف أن أداءه الاقتصادي كان متراجعاً، مع تباطؤ في النمو، وتدهور ثقة المستهلكين والشركات، وتقلبات حادة في الأسواق المالية.
ويتابع أن السياسة الخارجية لترامب لم تكن أفضل حالاً، فوعوده بإنهاء الحربين في غزة وأوكرانيا لم تتحقق، إذ عادت المعارك إلى غزة بعد انهيار الهدنة، فيما واصلت روسيا هجماتها على أوكرانيا، وهو ما أظهر – برأي الكاتب – سذاجة محاولات ترامب للتقارب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ويقول إن ترامب فشل دستوريا كذلك، إذ أصدرت المحاكم – بما فيها محاكم عيّنها الجمهوريون – أكثر من 80 حكماً ضد قراراته التنفيذية، بعضها بسبب تجاهلها الصريح للقانون، ويضيف الكاتب أن ترامب يتحدى قراراً صادراً بالإجماع عن المحكمة العليا، في وقت يواجه فيه بعض مقرّبيه ملاحقات قانونية بسبب إساءة استخدام سلطاتهم.
ويشير الكاتب إلى أن هذا الفشل انعكس على مستوى الرأي العام، إذ أظهر استطلاع مشترك لـ “الإيكونوميست” و”يوغوف” أن 42 في المئة فقط يؤيدون أداءه، مقابل 52 في المئة يعارضونه، وهو تراجع كبير مقارنة ببداية ولايته، كما يرى معظم الأمريكيين أن البلاد تسير في الاتجاه الخطأ.
ويقول الكاتب إن إنجاز ترامب الوحيد “الفعلي” خلال هذه المئة يوم هو إدخال البلاد في مستوى من الفوضى غير المسبوقة، يجعل المؤرخين في حيرة من إيجاد سابقة مماثلة له في التاريخ الأمريكي الحديث.
ويتابع أن ترامب نسف الهياكل الدولية التي حافظت على السلام لعقود، وتحالف مع قادة مستبدين، وقلّص حجم الجهاز الحكومي بشكل أضعف قدرته على جمع الضرائب وتمويل البحوث الطبية وصرف معاشات التقاعد، كما استخدم سلطاته – بحسب ميلبانك – للانتقام من خصومه، ومضايقة الجامعات، والمؤسسات الإعلامية، ومكاتب المحاماة، في خطوات وصفها بـ”الاستبدادية”.
ويبين الكاتب أن الضغوط القادمة من المحاكم والرأي العام والولايات والجامعات وقطاع الأعمال والإعلام، يجب أن تستمر، لأنها – برأيه – الأمل الوحيد في تفادي تكرار الفوضى نفسها خلال السنوات الثلاث القادمة من ولاية ترامب.
وفي صحيفة فيجي تايمز، يكتب فيكرانت كريشان ناير عن التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، والدور المتزايد الذي يلعبانه في تطوير أنظمة الصحة والسلامة المهنية، وذلك في سياق الإعداد لمؤتمر “فيجي للسلامة والصحة المهنية 2025″، الذي يُعقد في 25 أبريل/نيسان في منتجع شيراتون بجزيرة ديناراو.
ويشير الكاتب إلى أن تطور الذكاء الاصطناعي ليس مجرد نقلة تقنية، بل يمثل نقطة تحول جوهرية في طريقة فهم المؤسسات لمفاهيم المخاطر والحماية والوقاية.
ويضيف أن التحول الرقمي يشمل أيضاً استخدام الواقع الافتراضي كأداة تدريب جديدة، تتيح للموظفين محاكاة سيناريوهات خطيرة في بيئة آمنة، وهذا النوع من التدريب – بحسب الكاتب – لا يُمكّن المتدربين من التعرف على المخاطر فحسب، بل يدرّبهم على كيفية التعامل معها عملياً، وهو تطور نوعي مقارنة بالتدريبات التقليدية.
ويرى ناير أن التقدم في تقنيات التعلم الآلي يفتح الباب لفهم أعمق لسلوكيات الأفراد في بيئة العمل، من خلال تتبع المؤشرات الحيوية والأنماط السلوكية، وتقديم تنبيهات مبكرة عند ظهور بوادر إجهاد أو أخطار وشيكة، ويربط ذلك بمفهوم “السلامة التنبؤية”، الذي يعتمد على البيانات لاتخاذ قرارات استباقية، وليس فقط رد فعل بعد حدوث المشكلة.
كما يشير الكاتب إلى أهمية أدوات مثل الأنظمة الذكية القابلة للارتداء، التي تراقب الصحة الجسدية للعاملين في الزمن الفعلي، وتسهم في تقليل الحوادث والإصابات، وخاصة في القطاعات عالية الخطورة مثل البناء والتعدين والتصنيع.
ويدعو الكاتب الجهات المعنية إلى الانخراط الجاد في هذا التحول الرقمي، والاستفادة من الزخم الذي سيوفّره مؤتمر الصحة والسلامة المقبل، مؤكداً أن العصر الرقمي يتطلب من الجميع أن يكونوا أكثر استعداداً، وأكثر وعياً، وأكثر ذكاءً في إدارة المخاطر.