إنترسبت: “إل نت” الإسرائيلية في أوروبا نسخة لأيباك الأميركية

نشر موقع إنترسبت الأميركي تقريرا عن تحقيق استقصائي أعده عن شبكة في أوروبا شبيهة باللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة “أيباك”، تأسست لتعزيز العلاقات بين أوروبا وإسرائيل ودعم السياسات الموالية لتل أبيب في أوروبا.

أعدت التقرير، الذي تضمن كثيرا من المعلومات عن هذه الشبكة، أكيلا لايسي المراسلة الأولى للشؤون السياسية في إنترسبت.

اقرأ أيضا

list of 2 items

  • list 1 of 2خبير بريطاني: التركيز الأميركي على المسيرات لا يفيدها ضد الصين
  • list 2 of 2غارديان ترسم صورة لحياة بشار الأسد وعائلته في موسكو

end of list

ورسميا، تُسمى هذه الشبكة -وفقا للتقرير- شبكة القيادة الأوروبية، وتعرف اختصارا باسم “إل نت” (ELNET)، وكان من بين مؤسسيها رعنان إلياز، المستشار السابق لـ”أيباك” الذي شغل مناصب في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.

من المنتدى الصحي الألماني الإسرائيلي للذكاء الاصطناعي المصدر : موقع elnet
من منتدى ألماني إسرائيلي للذكاء الاصطناعي (موقع إل نت)

تمويل من مؤسسات أميركية

وأوضحت أكيلا أن شبكة “إل نت” تتلقى تمويلا كبيرا من أكثر من 100 مؤسسة أميركية غير ربحية وصناديق خيرية ومنظمات “عطاء خيري”.

وقالت إن “إل نت” جمعت بين عامي 2022 و2023 ما لا يقل عن 11 مليون دولار من الجهود الأميركية، وشملت قائمة بعض أكبر المانحين مؤسسة وليام دافيدسون، وصندوق نيوتن وروشيل بيكر الخيري، ومؤسسة أوشن ستيت جوب لوت الخيرية، كما تعتمد الشبكة أيضا على صناديق المتبرعين التي تسمح للمانحين بتقديم تبرعات معفاة من الضرائب والبقاء مجهولين.

وتركز “إل نت” نشاطاتها على تنظيم رحلات تعريفية للمسؤولين الأوروبيين المنتخبين إلى إسرائيل، واستضافة فعاليات مع أعضاء البرلمانات الأوروبية، والضغط بشأن قضايا السياسة الخارجية.

نشاطات الشبكة

وتمكنت هذه الشبكة -حسبما تفيد إنترسبت- من التأثير بشكل مباشر في توقيع صفقات عسكرية وتجارية كبيرة بين إسرائيل وأوروبا، مثل صفقة بقيمة 3.5 مليارات دولار مع ألمانيا لشراء طائرات مسيرة وصواريخ إسرائيلية.

وبعد هجوم طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، أحضرت الشبكة مجموعة ممن وصفتهم بالناجين الإسرائيليين للتحدث إلى أعضاء البرلمان الأوروبي، مما أدى إلى تمرير قرار يدعو للقضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

إعلان

كما دعمت الشبكة قرارات تقوي العلاقات العسكرية بين إسرائيل وأوروبا، والاستثمار في الصناعات الدفاعية الإسرائيلية، وتوسع تعريف “التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست”.

إنترسبت:
تركز “إل نت” نشاطاتها على تنظيم رحلات تعريفية للمسؤولين الأوروبيين المنتخبين إلى إسرائيل، واستضافة فعاليات مع أعضاء البرلمانات الأوروبية، والضغط بشأن قضايا السياسة الخارجية.

نطاق واسع للشبكة

وتعمل الشبكة -حسب إنترسبت- على توسيع نفوذها عبر أوروبا بفتح فروع جديدة في ألمانيا وفرنسا وإيطاليا، وكذلك المكتب المركزي للاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وتمويل الأبحاث حول العلاقات الأوروبية الإسرائيلية.

وذكرت كاتبة التقرير أن “إل نت” واجهت عديدا من الانتقادات بسبب دورها في دعم السياسات المؤيدة لإسرائيل والضغط على الحكومات الأوروبية.

ونقلت عن لين بويلان -عضو البرلمان الأوروبي ورئيسة الوفد البرلماني للعلاقات مع فلسطين- عن قلقها من قدرة المجموعات الأميركية على التأثير على السياسة الأوروبية تجاه إسرائيل.

وأشارت بويلان إلى أن” إل نت” تعمل على تعميق العلاقات الاقتصادية مع إسرائيل في وقت يدعو فيه القانون الدولي إلى فرض عقوبات على دولة الاحتلال وقطع العلاقات التجارية معها.

كما أثار منتقدو الشبكة تساؤلات عن مقدار الأموال التي تتلقاها من الحكومة الإسرائيلية وكيفية استخدام هذه الأموال، إذ تم الإبلاغ عن أنها تلقت أموالا من الحكومة الإسرائيلية للضغط في البرلمان الفرنسي.

ولقادة الشبكة وأعضاء مجلس إدارتها علاقات بأعضاء الحكومة الإسرائيلية، بمن فيهم مستشارون سابقون لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

مخاوف

واستهجن ناقدون استخدام صناديق المتبرعين في أميركا لدعم جهود الضغط الدولية، مشيرين إلى أن هذه الصناديق تسمح للمانحين بالبقاء مجهولين وتزيل الشفافية عن تأثيراتهم. ودعا بعضهم إلى وضع إرشادات أخلاقية أوضح لتوزيعات هذه الصناديق، في ظل المخاوف بشأن تمويل الجماعات المرتبطة بالجيش الإسرائيلي.

فقد أثارت بيلا ديفان، مديرة الإصلاح الخيري في “مؤسسة الدراسات السياسية”، وهي مؤسسة أميركية تقدمية للدراسات السياسية، قضية خطيرة تتعلق بدور المانحين الأميركيين في تمويل جهود الضغط المؤيدة لإسرائيل التي تعزز الفصل العنصري والإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين.

وتلخص إنترسبت طبيعة شبكة “إل نت” من حيث الهيكل والأهداف، بأنها تشبه “أيباك”، لكنها تعمل في سوق أصغر، مركزة على السياسة الأوروبية، قائلة إن هذه الشبكة، رغم “نجاحاتها” في تعزيز العلاقات الأوروبية الإسرائيلية، تواجه عديدا من التحديات والنقد المتزايد حول دورها وتأثيرها في السياسة الخارجية الأوروبية والمواقف تجاه النزاعات في الشرق الأوسط.

 

المصدر: الجزيرة