التربية الجنسية: كيف تجيب عن أسئلة طفلك “المحرجة” عن الجنس؟

يواجه الآباء في رحلة تربية الأبناء العديد من الأسئلة الحساسة وربما المحرجة التي يطرحها عليهم أطفالهم، الأمر الذي قد يشكل صعوبة لدى البعض في تقديم رد مناسب على تلك الأسئلة الصعبة، لاسيما ما يتعلق منها بأمور جنسية.

هل تتذكرون مقدمة الفيلم الكوميدي “أنظر من يتكلم” الذي أنتج في ثمانينات القرن الماضي؟

حسناً، لم أكن أتذكره أنا أيضاً، حتى وجدت نفسي جالسة على الأريكة مع ابنتي البالغة من العمر ثماني سنوات وهي تشاهد معي بداية الفيلم وفجأة سألتني بنبرة حازمة “ما هذا؟”

كان المشهد عبارة عن سباق تخيلي بين حيوانات منوية تتحدث مع بعضها، وترغب في تخصيب البويضة.

وتقول ميلي إيفانز، مدربة في التربية الجنسية وصانعة محتوى: “إنه أمر غير مريح”.

كان يُجاب عن أسئلتها في أي وقت، أثناء المشي، وأثناء إعداد الطعام، وفي أي موقف تُطرح فيه تلك الأسئلة.

وترى ميلي أن اتباع نهج هادئ، قائم على تقديم المعلومات تدريجياً وبشكل متكرر، أفضل من إعطاء شرح تفصيلي دفعة واحدة، والذي قد يكون “مربكاً وغير مريح لجميع الأطراف”.

وتقول: “أعتقد أن الكثير من الآباء يشعرون بقلق حيال هذه المحادثات لأنهم يظنون أنه حوار عن الجنس، لكن في الواقع هي ليست محادثة عن الجنس إطلاقاً”.

وتضيف: “إنها مئات من المحادثات الصغيرة، تبدأ عندما يكون الأطفال في مرحلة طفولة مبكرة وتتعلق بالاستفسار عن الاستقلال الجسدي، والتواصل، وكيفية عمل الجسم، والصداقات، والعائلات، وتتراكم هذه المحادثات مع مرور الوقت”.

وتضيف: “يمكنك أن تقول لطفلك، هذا سؤال لطيف حقاً، دعني أفكر فيه وسأوافيك بالإجابة غداً”.

وتقول كيري: “بعدها يمكنك الابتعاد لتحضير نفسك بالإجابة”.

وتضيف: “أنا لا أذهب إلى الفصل الدراسي بدون تحضير مسبق للمعلومات، لذا لابد أن تمنح نفسك بعض الوقت للتحضير والبحث عما تريد أن تقوله لطفلك”.

وأوضحت كيري أنها تدعم النهج الذي يعتمد على الطفل.

وتضيف: “إذا لم تقدم إجابة لهم، فسوف يسعون إلى الحصول على تلك المعلومات من مكان آخر أو سيحصلون على الإجابات من أصدقائهم في المدرسة أو عبر الإنترنت”.

ما نوع المعلومات التي نقدّمها لأطفالنا؟

وتضيف: “كانت (ابنتها) جاهزة لمعرفة الإجابة، لكن لم يكن الوقت مناسباً لتقديم إجابة عن سؤالها”.

وتقول إنها أجابت عن سؤالها بصدق فيما بعد “ولكن من دون أن تكون إجابتها تفصيلية بشكل مبالغ فيه”.

وتضيف: “أتذكر أنني أخبرتها عن أجزاء مختلفة في جسم الإنسان، وأن الأولاد لديهم خصيتين تحتويان على حيوانات منوية، وأن هذه الحيوانات المنوية للأب تلتقي مع بويضة الأم، وهذه هي الطريقة التي ينمو بها الطفل”.

ما هي أفضل نصيحة للآباء؟

بالنسبة لكيري، الأمر يتعلق بالثقة والحديث بطريقة تتناسب مع عمر الطفل، مع تقبل حقيقة أنك قد تحتاج إلى إجراء مثل هذه المحادثات في وقت مبكر جداً مما تظن، بناءً على ما يريد طفلك أن يعرفه.

وأوضحت أنه من الضروري أيضاً أن يتأكد الآباء من سبب توجيه الطفل للسؤال، والاطمئنان على أنه لم يشاهد شيئاً أو سمع شيئاً أثار قلقه.

وبالنسبة لميلي، تقول إن الأمر يتركز في الحفاظ على تواصل مفتوح داخل المنزل، وأيضاً التأكد من تحصيل طفلك في المدرسة، وتشجيع المدارس عندما تفعل شيئاً بشكل صحيح.

 

المصدر: BBC