التغير المناخي: هكذا تؤثر ظاهرتا “إل نينو” و “لا نينا” على حالة الطقس في أنحاء العالم

مكتب الأرصاد الجوية الأسترالي يقول إن مرحلة إل نينو من ظاهرة التغير المناخي، التي بدأت في صيف 2023، انتهت الآن.

ساعدت الظاهرة في زيادة درجات الحرارة إلى مستويات قياسية في الأشهر الأخيرة، علاوة على الاحتباس الحراري طويل الأجل الذي تسبب به البشر.

ما هي ظاهرة إل نينو؟

إل نينو جزء من ظاهرة مناخية طبيعية تدعى نينو التذبذب الجنوبي.

أما خلال فترة ظاهرة لا نينا، فإن الرياح الاعتيادية التي تهب من الشرق إلى الغرب تصبح أعتى قوة، مما يدفع المياه الأسخن أكثر باتجاه الغرب.

ولوحظت الظاهرة للمرة الأولى من قبل صيادي السمك في بيرو في بداية القرن السابع عشر، والذين لاحظوا أن المياه الدافئة يبدو أنها تصل إلى ذروتها بالقرب من الأمريكيتين في ديسمبر/ كانون الثاني.

ولقد أطلقوا عليها اسم “إل نينودي نافيداد” وتعني باللغة الإسبانية فتى عيد الميلاد.

كيف تغير “إل نينو” و”لا نينا” الطقس؟

درجات الحرارة

ترتفع درجات الحرارة العالمية خلال ظاهرة إل نينو وتنخفض خلال ظاهرة لا نينا.

ووجود ظاهرة إل نينو يعني أن المياه الساخنة تنتشر إلى مساحة أكبر وتبقى قريبة من السطح. وهذا من شأنه أن يؤدي إلى إطلاق المزيد من الحرارة في الجو، مما يتسبب بتشكل هواء أكثر رطوبة وسخونة.

لكن التأثيرات الإقليمية أكثر تعقيداً، وبعض الأماكن قد تكون أسخن وأبرد من المتوقع خلال أوقات مختلفة من السنة.

خلال الفترة بين 2020 و 2022، شهد العالم فترة طويلة على غير العادة من ظروف ظاهرة لا نينا، والتي ساعدت في منع ارتفاع درجات حرارة العالم.

وكيفية استجابة درجات الحرارة في المملكة المتحدة وأوروبا الغربية لظاهرة إل نينو أمر معقد وغير مؤكد. فهي قد تعني شتاءات أبرد من المعدل، على سبيل المثال، لكن ذلك يعتمد على الطريقة التي ستتبدى بها ظاهرة إل نينو.

التغيرات في معدل سقوط الأمطار

وهذا يجلب طقساً ماطراً أكثر إلى جنوبي الولايات المتحدة وخليج المكسيك.

وتشهد المناطق الاستوائية مثل جنوب شرق آسيا وأستراليا ووسط أفريقيا ظروفاً جوية أكثر جفافاً من المعتاد.

أما في ظل ظاهرة لا نينا ، فإن التأثير يكون عكسياً.

العواصف الاستوائية

تؤثر ظاهرة إل نينو أيضاً على أنماط التقلبات الجوية، وهو ما يعني حدوث عدد أكبر عموماً من العواصف الاستوائية في المناطق الاستوائية من المحيط الهادي، ولكن عدداً أقل في المناطق الاستوائية من المحيط الأطلسي بما في ذلك جنوبي الولايات المتحدة.

وخلال فترة لا نينا، العكس هو الصحيح.

مستويات ثاني أكسيد الكربون

لاحظ العلماء أيضاً أن مستويات ثاني أكسيد الكربون في الجو تزداد خلال أحداث إل نينو، ربما نتيجة للظروف الجوية الأسخن والأشد جفافاً في المناطق الاستوائية.

وإذا نمت النباتات بسرعة أقل خلال أوقات الجفاف، فإنها تمتص كميات أقل من ثاني أكسيد الكربون، بينما يعني تزايد حرائق الغابات في أماكن مثل جنوب آسيا إطلاق المزيد من ثاني أكسيد الكربون في الجو.

تؤثر مظاهر الطقس السيء التي تزداد سوءاً بفعل النينو والنينا على البنية التحتية وعلى الغذاء وأنظمة الطاقة حول العالم.

فعلى سبيل المثال، عندما تصعد كميات أقل من المياه الباردة إلى السطح في المحيط قبالة الساحل الغربي والجنوبي لأمريكا خلال أحداث ظاهرة النينو، تقل كميات العناصر الغذائية الناشئة من أعماق المحيط.

وهذا يعني وجود غذاء أقل للكائنات البحرية مثل الحبار وأسماك السلمون، وهو ما يؤدي بالمقابل إلى تقليل المخزون من الثروة السمكية بالنسبة للمجتمعات التي تعتمد على الصيد في أمريكا الجنوبية.

وقد أثرت موجات الجفاف والفيضانات الناجمة عن ظاهرة النينو القاسية في 2015-2016 على الأمن الغذائي لأكثر من 60 مليون شخص، وذلك وفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة.

وأشارت دراسة حديثة إلى أن أحداث النينو تعمل على خفض النمو الاقتصادي العالمي بصورة كبيرة، وهو تأثير قد يزداد في المستقبل.

كم مرة تحدث دورات “إل نينو” و”لا نينا”؟

تحدث دورات إل نينو ولا نينا كل سنتين إلى سبع سنوات، وتستمر عادة ما بين تسعة أشهر إلى 12 شهراً.

وهما لا تتناوبان بالضرورة. فأحداث النينا أقل شيوعاً من نوبات إل نينو.

 

المصدر: BBC
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments