تختزن الدينامية النشطة للدائرة الانتخابية الثالثة، مجمل عوامل وعناصر الحراك السياسي الاجتماعي للشارع الكويتي، فتكاد تختصر وبشكل عالي التكثيف، كل أطياف المكونات الوطنية، بما تحمله من تنوع وتعدد واختلاف، ما يفسر تلك الحركية الكبرى للقوى السياسية والاجتماعية والاقتصادية لمرشحي الدائرة وناخبيها، على حد سواء.
واتسمت المنافسة بالهدوء بين مرشحي الدائرة الـ 32، الموزعين على مختلف الأطياف السياسية، من المخضرمين في العمل البرلماني، والمحزبين واللاحزبيين، ومن القوة الشبابية الصاعدة، إلى كثافة التمثيل النسائي ترشيحاً، حيث تتنافس فيها 8 مرشحات، من مجموع 13 مرشحة في الدوائر الخمس، كما أنها الدائرة التي لم تغب تمثيلها للمرأة في الندوة البرلمانية، منذ بدء المشاركة النسائية في الانتخابات.
وسط هذا التمازج الحيوي بين أطيافها، شهدت صناديق الاقتراع في الدائرة إقبالاً معقولاً منذ بدء التصويت، اتسم بالسلاسة، سواء في لجان الناخبين أو الناخبات، وسط تنظيم مميز وتعامل راق من الجهات المعنية.
وسارت أجواء الاقتراع بسلاسة، وسط آمال المواطنين بالابتعاد عن التأزيم ومشاركة نسائية متوسطة.
ولم يمنع عناء الصيام وارتفاع درجة الحرارة ناخبي الدائرة الثالثة لاسيما المسنين وذوي الهمم، من القدوم الى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم، حيث لبى عدد منهم نداء الواجب الوطني وشاركوا في الاقتراع وتقاطر بعضهم الى المراكز من مختلف الأعمار منذ الثانية عشرة ظهراً لاختيار مرشحيهم.
وتصدر المشهد الانتخابي خلال الساعات الأولى حضور كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، الذين جاء بعضهم على كراسي متحركة من أجل المشاركة في العُرس الديموقراطي الكويتي وتلبية النداء الأميري السامي بضروة حسن الاختيار من أجل تصحيح المسار.
الهدوء سيد اللجان… هذا هو العنوان الأبرز في الدائرة التي اتسمت عملية التصويت فيها بالسلاسة والنظام، دون رصد معوقات أو مخالفات من شأنها التأثير في سلامة العملية الانتخابية، بينما تفاوتت نسبة إقبال الناخبين بين منطقة وأخرى، حيث شهدت بعض المناطق إقبالا محدوداً مقابل إقبال متوسط في مناطق أخرى.
وفيما بدا الإقبال بمراكز الاقتراع المخصصة للنساء متوسطاً أغلب الوقت، كانت القضايا المتعلقة بتحسن المعيشة وإنجاز الملفات العالقة والحفاظ على الهوية الوطنية على رأس مطالبات ناخبي الدائرة.
ناخبون لـ«الراي»:نعم للوحدة والتلاحم… ولا للتأزيم والتفرقة
أكد ناخبون في الدائرة الثالثة لـ«الراي»، أن مشاركتهم في انتخابات مجلس الأمة 2024 واجب وطني كما مصلحة الكويت تأتي في المقام الأول ونصب أعينهم، مشددين على «ضرورة تضافر الجهود وتحمل المسؤولية من الجميع من أجل رسم مستقبل أفضل للبلاد».
وأشاروا إلى أن «مصلحة الكويت تحتم على الجميع المشاركة فيها والادلاء بأصواتهم لاختيار من يمثلهم خير تمثيل، والتمسك بالوحدة والتلاحم والتكاتف، والابتعاد عن التأزيم والتناحر والتفرقة، فذلك هو حق لكل مواطن ومواطنة وواجب عليهم أيضا».
من جانبه، قال وزير التربية الأسبق الدكتور بدر العيسى، إن كل الانتخابات النيابية مهمة، وللأسف شهدنا خلال فترة الحملات الانتخابية هجوما كبيراً وغير مبرر على وزير الداخلية ونأمل أن تسفر هذه الانتخابات عن وجود نواب يعملون لصالح البلد وتطويرها والنهوض بها.
من جهته، قال المواطن فراس كرتش «نعيش في مرحلة فاصلة ومهمة في تاريخ الكويت، والاختيار الآن ينبغي أن يكون من خلال التمحيص والتدقيق في مدى استحقاق المرشح لمسؤولية خدمة البلد من هذا الموقع».
وأضاف «ينبغي على الجميع وضع مصلحة الكويت ومستقبلها نصب أعينهم ومن هذا المنطلق فالجميع مسؤولون مباشرة عن مساهمتهم في هذا المستقبل ورسم ملامحه».
بدورها، قالت الناخبة ندى الصانع «نقترع اليوم من أجل خدمة الكويت وتنفيذا لتوجيهات صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه ولتكون الكويت على قلب رجل واحد بعيدا عن أي شكل من أشكال الفئوية».