“الجنرال الرقمي”.. واشنطن تعسكر الذكاء الاصطناعي

بانر 360 - المرصد - الإعلام الإسرائيلي أسير البروباغاندا والرقابة
(الجزيرة)

ففي خطوة غير مسبوقة، أزاحت وزارة الحرب الأميركية (البنتاغون) الستار الأسبوع الماضي عن سلاحها الجديد، والذي لم يكن طائرة أو دبابة، بل منصة رقمية تحمل اسم (جين إيه آي دوت ميل) (GenAI.mil).
والتي تمثل “مساعدا ذكيا” فائق التطور مخصصا حصريا للعسكريين وموظفي الدفاع كما تمنح هذه الأداة الجيش الأميركي قدرات خارقة تتجاوز السرعة البشرية في:

  • قراءة الميدان: عبر تحليل آلاف الصور ومقاطع الفيديو القادمة من ساحات المراقبة وتحديد التهديدات في أجزاء من الثانية.
  • إدارة المعلومات: من خلال تنسيق ملايين الوثائق والمستندات العسكرية المعقدة.
  • صناعة القرار: تنفيذ أبحاث إستراتيجية معمقة تساعد القادة على اتخاذ القرارات الحاسمة بسرعة ودقة.

ويندرج هذا التحرك العسكري تحت مشروع وطني ضخم أطلقه الرئيس ترامب في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي تحت اسم “مهمة التكوين” (The Genesis Mission).
إذ أصبحت الرؤية الأميركية الجديدة تتعامل مع الذكاء الاصطناعي كمسألة “أمن قومي” لا تقل أهمية عن الطاقة النووية. لذا، أوكل البيت الأبيض إلى وزارة الطاقة مهمة بناء البنية التحتية.

التفوق الأميركي مقابل الصيني

ورغم القفزة الهائلة التي حققتها الصين بإطلاق نموذج “ديب سيك” في يناير/كانون الأول 2025 كمنافس لـ”تشات جي بي تي”، وانتشار الروبوتات الصينية في الحياة اليومية، فإن الحقائق على الأرض تشير إلى أن واشنطن ما زالت تمسك بمفاتيح التفوق الإستراتيجي.

وفقا لما ورد في حلقة (2025/12/15) من برنامج “المرصد”، ونقلا عن مركز أبحاث “ويلسون”، فإن الولايات المتحدة تحتفظ بتفوق حاسم في مجالين رئيسيين يصعب على الصين تجاوزهما حاليا وهما:

  1. صناعة الشرائح عالية الأداء: فواشنطن ما تزال تهيمن على تقنيات الهاردوير والشرائح الإلكترونية المتطورة التي تشكل “عقل” الذكاء الاصطناعي، وهو مجال تواجه فيه بكين تحديات كبرى.
  2. حجم الاستثمارات الهائل: إذ تتمتع الشركات الأميركية بضخ مالي واستثماري في أبحاث الذكاء الاصطناعي يفوق نظيره الصيني بمراحل، مما يمنحها القدرة على الابتكار المستمر.

وبينما تعتمد الصين إستراتيجية “المصدر المفتوح” والبرمجيات منخفضة التكلفة لاختراق الأسواق الناشئة وخلق تبعية رقمية في دول الجنوب، تراهن أميركا على “الجودة الفائقة” والأنظمة المغلقة عالية الأداء التي تحميها الآن بقوة القانون والأمن القومي.

محاولات أوروبا للحاق بالقطار السريع

على الضفة الأخرى، تدرك أوروبا أن تأخرها قد يحولها إلى مجرد “مستهلك” للتكنولوجيا الأميركية أو الصينية. لذا، بدأت القارة العجوز حراكا مكثفا للحاق بالركب، تجلى في تشغيل الحاسوب العملاق “جوبيتر” (Jupiter) في ألمانيا لزيادة قدرات الحوسبة 20 ضعفا.

كما كشفت المفوضية الأوروبية عن خطة “المصانع العملاقة” باستثمارات تصل إلى 230 مليار يورو، في محاولة لفرض “السيادة الرقمية” الأوروبية وتقليل الاعتماد على وادي السيليكون.

لكن المعطيات تشير إلى أن الفجوة ما زالت واسعة لصالح واشنطن التي قررت أن تكون هي من يكتب قواعد اللعبة في القرن الحادي والعشرين.

 

المصدر: الجزيرة