الديين لـ«الراي»: الكويتيون دعموا الثورة الفلسطينية منذ الثلاثينات

أكد عضو المكتب السياسي للحركة التقدمية الكويتية أحمد الديين أن العلاقات الكويتية – الفلسطينية، كانت ولا تزال مميزة، إذ مرت عبر مراحل تطورها بالعديد من النقلات والتبدلات، وشهدت ما شهدته من تطورات وتناقضات، وواجهت العديد من التحديات والمنعطفات والتعقيدات، شأنها شأن أي ظاهرة أو علاقة اجتماعية أو تاريخية أو سياسية أخرى.

وقال الديين في تصريح لـ «الراي»، على هامش محاضرة نظمتها مكتبة تكوين مساء الثلاثاء، تحت عنوان «فلسطين والكويت: تاريخ الإرادة ومآلات النضال»، إن الكويتيين ساهموا في دعم الثورة الفلسطينية منذ الثلاثينات، بما في ذلك مدها بالسلاح. وفي الكويت، كان هناك أقسام من الشعب العربي الفلسطيني ليست قليلة من بعد النكبة، ازدادت بعد نكسة 67، كان لها حضورها وتأثيرها، ليس فقط في الجانب المهني والخدمي والاقتصادي، وإنما أيضا في الجوانب السياسية والثقافية والفكرية، كما كان هناك تفاعل بين الحركة الوطنية الكويتية وحركة المقاومة الفلسطينية.

خلط أوراق ومواقف ملتبسة

وأضاف «للأسف، جاء القطع مع الغزو والاحتلال الذي قام به النظام العراقي السابق للكويت، وما أدى إليه من خلط، أوراق ومواقف ملتبسة، انعكست سلبا على العلاقة بين الشعبين الكويتي والفلسطيني، ولكن بعد ذلك، وتحديداً منذ عام 2000 بعد الانتفاضة الفلسطينية الثانية، أعيد الاعتبار إلى الوضع السليم بين الشعبين، والقضية العادلة للشعب الفلسطيني وتبنيها».

موقف تضامني كفاحي

وعن رأيه في موقف المجتمع الكويتي بشكل خاص والعربي عامة في التعاطي مع القضية الفلسطينية، لاسيما بعد طوفان الأقصى، اعتبر الديين أن «الشعوب العربية، سواء التي لديها هامش من الحرية والتحرك، أو المغلوب على أمرها، أبدت بوضوح موقفاً تضامنياً كفاحياً مع المقاومة ومع الشعب العربي الفلسطيني».

المطلوب ضغط عربي

وطالب الحكومات العربية كافة، بالضغط على الولايات المتحدة ودول الغرب، لإجبارهم على التحرك في إتجاه فك الحصار على غزة ووقف العدوان الصهيوني، مضيفاً «هناك مصالح نفطية ومصالح اقتصادية واستثمارية للغرب في بلداننا، يفترض أن يلوح بضرورة استخدامها، ما لم يتم وقف إطلاق النار، وإنقاذ شعبنا العربي الفلسطيني المحاصر والجائع والمتعرض للإبادة الجماعية».

إعادة الاعتبار للمقاومة

وأكد الديين أن «طوفان الأقصى جاء ليعيد الاعتبار إلى المقاومة ودورها، ويؤكد على نحو ملموس ذلك الارتباط الجدلي، بين مقاومة الشعب العربي الفلسطيني للاحتلال الصهيوني مع مقاومة الشعوب العربية وقواها التحررية»، موجهاً تحية إجلال وتقدير للمقاومة الفلسطينية، وللشعب العربي الفلسطيني الصامد في غزة.

ما بعد وعد بلفور

وفي محاضرته، استعرض الديين تاريخ القضية الفلسطينية، ومعه تاريخ العلاقة الفلسطينية الكويتية، معتبراً أنه «لا يبدأ بنكبة 1948، بل يعود إلى ما قبلها، ويعود على نحو خاص إلى ما بعد وعد بلفور المشؤوم، الذي سبق النكبة بأكثر من 3 عقود من الزمن اشتدت خلالها المؤامرات والضغوط الاستعمارية، وتحولت فيها فلسطين من بلاد يديرها الانتداب البريطاني، كصيغة للاستعمار الغربي، إلى وطن مغتصب ومحتل، وتحولت فيها الصهيونية من فكرة مبنية على أساطير توراتية، رغم لبوسها غير الديني، لتصبح حركة هجرة استيطانية منظمة تحت رعاية إمبريالية، وصولاً إلى فرضها ككيان غاصب محتل مزروع على الأرض العربية».

عدم المقاطعة…

عيب أخلاقي

شدّد الديين على أن مقاطعة الشركات الداعمة للكيان الصهيوني واجب مستحق على الشعوب العربية كافة، فلا يمكن أن أشتري بضاعة من شركة تدعم الكيان الصهيوني، هذا عيب أخلاقي، وبالجانب الآخر، ثبت أن المقاطعة كان لها شيء من التأثير على عدد من الشركات الداعمة للكيان الصهيوني والمتعاونة معه.

شكر لـ«تكوين»

تقدم الديين بالشكر للإخوة في مكتبة تكوين على تنظيم الفعاليات النوعية في إبراز القضية الفلسطينية.

 

المصدر: الراي
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments