الذكاء الاصطناعي: هل ساهم في تطوير الجامعات نحو الأفضل؟

أثّر الذكاء الاصطناعي منذ انتشاره الواسع على مختلف الصناعات حول العالم، لكن تأثيره على التعليم العالي كان أكثر وضوحاً وقوة.

وأحدثت القدرة على الحصول على معلومات مفصلة بضغطة زر، تحولاً جذرياً في شكل الدراسات الجامعية، لكن يبقى السؤال: هل هذا التغيير يصب في مصلحة التعليم؟

كشفت دراسة حديثة شملت آلاف الطلاب حول العالم أن كثيرين من هؤلاء الطلاب لجأوا إلى التكنولوجيا للمساعدة في دراستهم، إلا أن بعضهم أعرب عن قلقه من تأثيرها المحتمل على مستقبلهم المهني.

وقالت طالبة لبي بي سي إن الذكاء الاصطناعي كان نقطة تحول في مسيرتها التعليمية، مؤكدة أنه ساعدها على الشعور بثقة أكبر في أدائها الأكاديمي.

وقالت الطالبة البالغة من العمر 22 عاماً إنها تستخدم الذكاء الاصطناعي، بإذن من المحاضرين، للحصول على أفكار ولهيكلة المقالات أثناء دراستها.

وأضافت: “في بعض الأحيان، قد تقضي يوماً كاملاً في البحث عن أفكار إبداعية، لكن باستخدام الذكاء الاصطناعي يمكن توليد هذه الأفكار خلال 30 دقيقة فقط”.

وقالت: “لقد غير هذا بالتأكيد تجربتي الأكاديمية”.

وأشار الدكتور تشارلي سيمبسون، الكاتب المتخصص في الذكاء الاصطناعي في التعليم، إلى أن “البحث عن جوانب في التعليم العالي لا يؤثر عليها الذكاء الاصطناعي أصبح أمراً في غاية الصعوبة”.

وتابع: “ومع ذلك، إذا لم يُستخدم الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول في إطار برنامج دراسي للحصول على درجة علمية، واستعان الطلاب بالتكنولوجيا فقط للحصول على مؤهل، فإن هذا لن يخدم أي غرض مفيد”.

وكشفت دراسة حديثة أجرتها شركة سكن الطلاب “يوغو” أن 44 في المئة من طلاب المملكة المتحدة يشعرون بالحماس تجاه الذكاء الاصطناعي، وأن نسبة مماثلة منهم استخدمته بالفعل خلال دراستهم.

وقال البروفيسور كييتشي ناكاتا، من كلية هنلي لإدارة الأعمال، إن “الذكاء الاصطناعي، كأي تقنية جديدة، له تأثيرات إيجابية وسلبية على التعليم”.

يشغل البروفيسور ناكاتا منصب مدير قسم الذكاء الاصطناعي في معهد “عالم العمل” التابع لكلية الأعمال، وهو جزء من جامعة ريدينغ، حيث يعمل على مساعدة المؤسسات في فهم التكنولوجيا.

وأوضح أن “هذا أمر إيجابي، لأنه يمنح الطلاب الآن مجموعة إضافية من الأدوات للعمل بها عند استخدامها بشكل مناسب ومسؤول”.

“نظام الدعم”

وأوضح الدكتور سيمبسون أنه في حال تبنت الجامعات الذكاء الاصطناعي وتكيفت معه بفعالية، فإن خريجي المستقبل قد يمتلكون قدرات “تفوق بكثير” ما امتلكته الأجيال السابقة.

وتوصلت دراسة أجرتها مؤسسة “يوغو”، وشملت 7274 طالباً من مختلف أنحاء أوروبا والولايات المتحدة وأستراليا، إلى أن 78 في المئة من طلاب المملكة المتحدة يخشون فقدان وظائفهم بسبب الذكاء الاصطناعي.

وأظهرت دراسة حديثة، أجرتها كلية هينلي للأعمال الشهر الماضي أن موظفي المملكة المتحدة ينظرون للتكنولوجيا بتفاؤل، إلا أنهم يشعرون بالإجهاد نتيجة استخدامها.

وأوضحت فيليبس أنها لا تشعر بالقلق من احتمال فقدان الوظائف بسبب الذكاء الاصطناعي، مشيرة إلى أنها تنظر إلى هذه التكنولوجيا على أنها “وسيلة دعم”.

ويرى البروفيسور ناكاتا أن “الكفاءة في التعامل مع الذكاء الاصطناعي” ستصبح مطلباً شائعاً لدى أصحاب العمل في المستقبل القريب، مشابهاً لمهارات تكنولوجيا المعلومات”.

وأضاف: “من الواضح أن هذا يختلف باختلاف الصناعات والأدوار الوظيفية، لكن القدرة على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل مناسب ومسؤول لتعزيز الإنتاجية في العمل من شأنها أن تؤثر إيجابياً على فرص الطلاب الجامعيين المستقبلية”.

 

المصدر: BBC
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments