ترجل الزميل الشاعر مسفر الدوسري عن صهوة الحياة، اليوم، عقب معاناة مع المرض استمرت سنوات عدة.
«مسفر الشعر» كما يلقبه محبوه، بدأ نوره يسطع في الساحة الشعرية الخليجية في فترة الثمانينيات في الكويت، فكان يصول ويجول في ميادين القصيدة، مرة يسلك الدروب الرومانسية وأخرى يمسك عصا النقد الاجتماعي منتقداً سلوكيات الأفراد وبعض الظواهر السلبية، مقدماً رسالة هادفة عبر خطاب متنوع.
ولم يرد الراحل لتجربته الشعرية أن تكون مماثلة لزملائه بل بحث عن التفرد، وأرادها مختلفة فسلك نمطاً مغايراً من الشعر، وأسلوباً مختلفاً وتمكن من ذلك حتى استطاع تكوين قاعدة جماهيرية كبيرة من متذوقي الشعر الشعبي.
تميزت تجربة الدوسري بجزالة المعنى ورصانة المضمون، واتسمت قصائده بالسلاسة والبساطة فأطلق عليها الكثيرون أنها تنتمي إلى مدرسة السهل الممتنع.
واتصف «مسفر الشعر» بالصدق والشفافية وتحلى بأخلاق الفرسان حيث كان نقاء سريرته يسبق اسمه في ميادين الشعر.
وكان الراحل يرى أن الشعر وسيلة نموذجية لرصد يوميات الشاعر بكل ما تحمله من تفاصيل، فكانت قصائده شريطاً لحياته بما فيها من أحداث تستحق التوثيق.
قدم الراحل الكثير من الإصدارات، ومن دواوينه، «صحاري الشوق» و«ما تخليني بدونك»، ومن إصداراته أيضاً كتاب «ما لم أقله شعراً» ويتضمن مجموعة من مقالاته التي نشرها في «الجريدة».
و«الجريدة»، التي آلمها ذلك المصاب، تتقدم بأحر التعازي إلى أسرة الفقيد، سائلة الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته، ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.