نظَّمت رابطة الأدباء الكويتيين محاضرة بعنوان «أدب الطيبين»، قدَّمها الكاتب عبدالرحمن الطرابلسي، الذي اصطحب الحضور في رحلة وجدانية عبر الزمن إلى أدب الطفولة وذكريات الجيل الذي تربَّى على الكُتب والمجلات قبل عصر الشاشات الرقمية.
واستعرض الطرابلسي أبرز ملامح الكُتب والمجلات والسلاسل القصصية التي شكَّلت وجدان أجيال السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات، واستهل حديثه بالإشارة إلى سلسلة «ليدي بيرد» الإنكليزية المترجمة إلى اللغة العربية، التي كانت من أولى القصص الموجهة للأطفال، قبل أن ينتقل إلى واحدة من أشهر السلاسل البوليسية العربية وأكثرها تأثيراً، وهي «المغامرون الخمسة»، وما أحدثته من حراك خيالي بين القراء، وخص بالذكر الكاتب الراحل د. نبيل فاروق، الذي أحدث نقلة نوعية في أدب الخيال العلمي من خلال سلسلة «ملف المستقبل»، إلى جانب سلسلته الشهيرة «رجل المستحيل»، مشيراً إلى أنه يُعد من أكثر الكُتاب إنتاجاً على مستوى العالم، إذ ألَّف أكثر من 500 رواية.
وتوقف الطرابلسي أيضاً عند أعمال الكاتب الراحل د. أحمد توفيق، وبشكل خاص سلسلته الشهيرة في الرعب «ما وراء الطبيعة»، وسلسلة «سفاري» التي تناولت عالم الأمراض، إضافة إلى «فانتازيا»، وغيرها من رواياته التي أسست لأدب مختلف يُخاطب عقل القارئ.
من جانب آخر، استعرض الطرابلسي مجلة «ماجد» ودورها الريادي في أدب الأطفال، مشيراً إلى أن مبيعاتها الأسبوعية في فترة الثمانينيات بلغت أكثر من 176.600 نسخة، ما يجعلها واحدة من أنجح المجلات الموجهة للطفل العربي في تاريخ النشر. كما تناول «المكتبة الخضراء» ودورها في تبسيط الأدب العالمي والعربي للأطفال عبر قصص قصيرة ومصوَّرة ذات رسائل تربوية وإنسانية.
وفي ختام الأمسية، فتح باب الحوار مع الحضور، حيث اتسع النقاش، ليشمل أثر الرسوم المتحركة على جيل «الطيبين»، خصوصاً ما يتعلق بجودة اللغة العربية، والأصوات الجميلة المستخدمة في الدبلجة، واختيار الأعمال بعناية فائقة. كما تطرَّق الحديث إلى المسرح، وأعمال التلفزيون القديمة، وقنوات الأطفال المتخصصة، في مقارنة وجدانية بين الأمس واليوم.