النوم: هل يمكن أن تحسّن دراسات النوم جودة نومنا بشكل أفضل؟

هل تحصل على قسط كافٍ من النوم؟ بصفتي أباً جديداً، لا أعتقد أنني أفعل، والنقاشات حول هذا الأمر تهيمن على حياتي.

في جامعة إيست أنجليا (UEA) في نورويتش، يجري العلماء دراسات رائدة حول أهمية النوم وتأثيره الأوسع على الصحة.

لذا، عندما أتيحت لي الفرصة للإقامة في مختبر النوم المتطور لديهم، كنت متحمساً للمشاركة.

أثناء تجهيزي للنوم، من قبل الدكتور ماركوس هارينغتون، المحاضر في علم النفس، أخبرني بأنه سينام على سرير مخصص بينما يراقبني من الغرفة المجاورة.

في البداية، كانت غير مريحة، وجعلتني أشك في قدرتي على النوم وأنا أرتديها، لكنني سرعان ما نسيت أنني أرتديها.

وحين غفوت بعد الساعة الحادية عشرة بقليل، كان الدكتور هارينغتون قادراً على رؤية النشاط الكهربائي داخل دماغي من الغرفة المجاورة.

أوقظني منبه ساعتي في الساعة السابعة صباحاً. عادةً، توقظني ابنتي البالغة من العمر 16 شهراً في وقت أبكر من ذلك.

عرض لي الدكتور هارينغتون البيانات التي جمعها، مشيراً إلى شاشة تُظهر 30 ثانية من نشاط دماغي.

من خلال النظر إلى كل تلك “اللقطات”، يمكنه تكوين فكرة عن جودة نومي.

تُظهر البيانات كم من الوقت استغرقت حتى أنام، ومدة بقائي في مراحل النوم المختلفة، وعدد المرات التي استيقظت فيها خلال الليل.

ويقول، “تشير نتائجك إلى أنك لا تحصل على قدر كافٍ من النوم كما ينبغي، ويتضح ذلك من السرعة التي دخلت بها في نوم عميق”.

بعد أن انتهينا من الاطلاع على البيانات، أخبرني الدكتور هارينغتون عن فوائد وجود وحدة النوم.

يقول “نعلم أن جميع مشاكل الصحة النفسية تقريباً مرتبطة بقلة النوم”.

ويتابع “حالياً، لا نعرف بالضبط لماذا يبدو أن قلة النوم تزيد من القابلية للإصابة بأمراض مثل الاكتئاب، والقلق، واضطراب ما بعد الصدمة”.

كيف تحصل على نوم جيد ليلاً؟

يدير هذه الوحدة الدكتور ألبر لازار، الذي يُجري أبحاثاً حول النوم منذ أكثر من عقدين.

وتشير الدراسات إلى أنّ النوم قد “يساعد في الوقاية من بعض الحالات التي تستهدف الدماغ” مع تقدم السن، وفقاً له.

وهذه أفضل خمس نصائح من الدكتور لازار من أجل نوم أفضل:

1. قلل من تناول الكافيين

يقول الدكتور لازار، إنّ الكثير من الناس يبدؤون يومهم بالقهوة ومشروبات الطاقة، لكنها يمكن أن تسبب مشاكل أثناء النوم.

ورغم أن الكافيين قد يساعد في “تقليل خمول النوم”، إلا أنّ تناول هذه المشروبات حتى في الصباح يمكن أن يؤثر عليك في المساء، حسب قوله.

ويدعم تقرير صادر عن جمعية “Age UK” في 2017 نصيحته، حيث يقترح على الأشخاص فوق سن الخمسين تجنب الكافيين بعد وقت الغداء للمساعدة في النوم.

2. تجنب الكحول

يقول الدكتور لازار إنّ الكحول قد تجعلك تشعر بالنعاس بسبب تأثيرها المهدئ، لكنّها ستعطل دورة نومك وتقلل من جودته.

وتُعرف هذه المرحلة بنوم حركة العين السريعة (REM)، وهي تحدث عادة بعد النوم العميق وتتكرر عدة مرات طوال الليل.

ويقول الدكتور لازار، إنّ “الكمية الكبيرة من الكحول ستتداخل مع نظام توازن النوم واليقظة”.

وفي عام 2013، قام الباحثون بدراسة كيف يمكن أن يؤثر شرب الكحول على دورات النوم الطبيعية لدينا.

ووجدوا أنه بينما قد يساعد المشروب قبل النوم على نومك بشكل أسرع، إلا أنه يمكن أن يُسبب اضطراباً في نومك.

3. تقليل التعرض للضوء

 

المصدر: BBC
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments