بمناسبة الذكرى الـ 75 لتأسيس جمهورية الهند، أتقدم بأحر التهاني وأطيب التمنيات لكل مواطنينا المقيمين والأشخاص من أصل هندي في دولة الكويت الصديقة، كما أغتنم هذه الفرصة لأعرب عن امتناني العميق لجميع المهنئين وأصدقاء الهند في الكويت، ولا سيما قيادة وحكومة وشعب دولة الكويت الصديقة، لالتزامهم الثابت بالعلاقات الوثيقة والودية بين الهند والكويت، وأود أن أكرر التزام الهند بمواصلة تعزيز وتوسيع الشراكة الطويلة الأمد والتي تم اختبارها عبر الزمن مع دولة الكويت.
ويصادف هذا العام مرور 75 عاماً على دخول دستور الهند حيز التنفيذ، علما أن الدستور الهندي هو أطول دستور مكتوب في العالم، وهو وثيقة حية تطورت مع مرور الزمن لتشمل التغييرات الضرورية. يعلن الدستور الهند جمهورية ذات سيادة واشتراكية وعلمانية وديموقراطية ويضمن العدالة والمساواة وحرية الفكر والعمل لمواطنيها، وتعتبر هذه الضمانة الدستورية بمنزلة مادة إيمانية لجميع المواطنين الهنود في الهند وخارجها.
أما اليوم، بينما نحتفل بعيد الجمهورية، فإننا نشعر بالفخر بالإنجازات العديدة التي حققتها الهند، لقد كانت التنمية العادلة حجر الزاوية في السياسات الاجتماعية والاقتصادية في الهند، فإن الديموقراطية والتعددية والوحدة في التنوع هي الروح التقليدية للمجتمع الهندي. تؤمن الهند بفلسفتها القديمة التي تقول: العالم عائلة واحدة، وهذا الاعتقاد الذي يوجه سياستنا الخارجية أيضا.
الهند اليوم هي أرض مليارات الفرص. لقد ضمن تصميمنا الجماعي أن يصبح الاقتصاد الهندي اليوم خامس أكبر اقتصاد في العالم. وستكون ثالث أكبر اقتصاد (5 تريليونات دولار) في العامين المقبلين. إن الهند تمضي قدما بروح «اصنع في الهند، اصنع من أجل العالم». وقد ساهمت الإصلاحات والسياسات الضخمة الصديقة للأعمال في إطلاق العنان للإمكانات الحقيقية للبلاد. لقد قطعت الهند الجديدة خطوات هائلة في مجال العلوم والتكنولوجيا، أحد المراكز الرائدة في مجال الابتكار وتكنولوجيا المعلومات على مستوى العالم، هي «صيدلية العالم»، لديها قدرات إنتاجية وتصنيعية على المستوى العالمي، هي شريك عالمي رائد لمواجهة تحديات العصر الجديد التي تواجه البشرية، سواء كان ذلك تغير المناخ أو بناء سلاسل توريد مرنة وموثوقة لضمان الأمن الغذائي والصحي. واليوم، نحن نسير على الطريق الصحيح لبناء «أتمانيربهار بهارات» (الهند المعتمدة على الذات)، والتي تتوخى دمج المحلي مع العالمي.
وعلى الساحة الدولية، تلعب الهند دورا هاما في المساهمة في السلام والاستقرار والرخاء في العالم. كان العام الماضي رمزاً لمسؤوليات الهند العالمية باعتبارها قوة كبرى ناشئة. إن رئاستنا الناجحة والطموحة لمجموعة العشرين ذات التوجه العملي هي مسألة فخر كبير، فإننا مسعودون بترحيب دولة الكويت للانضمام الى أسرة منظمة شنغهاي للتعاون كشريك حوار خلال رئاستنا للمنظمة. نظمت الهند نسختين من «قمة صوت الجنوب العالمي» عام 2023، اللتين شاركت فيهما أكثر من 125 دولة، بهدف تعميم أولويات الدول النامية في جدول الأعمال الدولي، وخاصة مجموعة العشرين. وتعتقد الهند أن الحوار والدبلوماسية يظلان السبيل الوحيد لحل النزاعات والصراعات. تضع الهند إيمانا راسخا بالنهج المتعدد الأطراف، وقد أخذت دائمً زمام المبادرة في القضايا ذات الأهمية العالمية، مثل مكافحة الإرهاب عبر الحدود، وتغير المناخ، وأمن الطاقة، والأمن الغذائي، وإصلاح المؤسسات المتعددة الأطراف، بما في ذلك مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وعلى الصعيد الثنائي، نواصل إحراز تقدم مطّرد في مشاركتنا المتعددة الأوجه مع دولة الكويت، ونتطلع إلى مزيد من المشاركة مع كل من الحكومة وعلى المستوى الشعبي في الأوقات المقبلة، ولا تزال الجالية الهندية النابضة بالحياة في الكويت تشكل الجسر الحي لعلاقاتنا الثنائية مع الكويت.
وتضع السفارة الأولوية القصوى لرفاهية الجالية الهندية الكبيرة في الكويت. أشكر الجمعيات والهيئات المهنية والمجموعات الثقافية وأعضاء الجالية الهندية على التعاون مع السفارة، ليس فقط للمساهمة في رفاهية الجالية، ولكن أيضا للقيام بالأنشطة التي تسهم في تعزيز العلاقات الثنائية مع دولة الكويت.
* السفير الهند لدى الكويت آدارش سويكا