يوافق 20 مارس/ آذار من كل عام اليوم العالمي للسعادة، وقد حددت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا اليوم على هامش فعاليات دورتها السادسة والستين عام 2012، وقالت إن السعادة هي “هدف إنساني أساسي”.
وتدشن المنظمة الأممية تقرير السعادة العالمي 2025 يوم الخميس 20 مارس/ آذار بسلسلة من الفعاليات، وتتضمن نسخة هذا العام تصنيفاً للدول وفق متوسط مستويات الرضا عن الحياة.
لكن في البداية.. ما هي السعادة؟
تخصيص يوم عالمي للسعادة كان ثمرة حملة قام بها جايمي إلين، مستشار الأمم المتحدة، الذي قال إنه بدأ التفكير بيوم السعادة في عام 2011، وهي الفكرة التي لاقت دعم بان كي مون، الأمين العام السابق، الذي وافق على إدراج اليوم في التقويم السنوي لاحتفالات المنظمة.
ويتم تشجيع جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على الاحتفال بهذا اليوم لزيادة الوعي بأهمية السعادة للإنسانية.
وقد شارك في الاحتفالات السابقة عدد من قادة ومشاهير العالم.
ومنذ 2012، دأبت الأمم المتحدة على إصدار تقرير لقياس مؤشرات السعادة في دول العالم.
ويعتمد التقرير 6 معايير لقياس السعادة، منها نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، ومتوسط عمر الفرد، وحرية اتخاذ القرارات، بالإضافة إلى جودة الخدمات الصحية والتعليمية، وانعدام الفساد، وانتشار العدل.
وتعريف السعادة ليس بالسهولة التي قد يتصورها البعض، حيث يتم التعبير عن المشاعر بطرق مختلفة جداً حول العالم بسبب ثقافات الناس الفريدة.
وتعبر الثقافات في جميع أنحاء العالم عن السعادة بطرق مختلفة، يجمعها أنها عاطفة مهمة يجب الشعور بها. وعندما يكون الأفراد سعداء، فمن المرجح أنهم يعيشون أنماط حياة أفضل وأكثر صحة.
وتحسن السعادة صحتنا العقلية والجسدية، كما تحسن قدرتنا على إدارة المواقف العصيبة وتمكننا من البقاء نشطين .
وقد أظهرت دراسة أجريت عام 2016 في ليتوانيا أن الأشخاص الذين يتمتعون بعقلية إيجابية كانوا أكثر استعداداً بنسبة 33٪ لأن يكونوا نشطين بدنيا لمدة 10 ساعات أو أكثر أسبوعياً.
وبالإضافة إلى مساعدة الأفراد، فإن السعادة تفيد من حولنا، فهي تحسن الطريقة التي نتواصل بها مع الآخرين وبالتالي تقوي العلاقات مع الأصدقاء والعائلة.
وعندما يكون الناس سعداء، فمن المرجح أن يكونوا أكثر مراعاة للآخرين وتعاطفا معهم.
جنوب أفريقيا – “أوبونتو”
في جنوب أفريقيا، تمارس العديد من المجتمعات ثقافة “أوبونتو” التي يرون أنها أفضل طريقة لتعزيز اللطف.
ويشجع مفهوم “أوبونتو” على التعاطف، والذي يتم التعبير عنه من خلال الإنصاف وأعمال التسامح والتضامن.
وفي حين أن المفهوم قيد الاستخدام منذ أربعينيات القرن التاسع عشر، فقد اشتهر من قبل أشخاص مثل رئيس جنوب أفريقيا السابق نيلسون مانديلا والأسقف الراحل ديزموند توتو.
وكان توتو يؤمن إيمانا راسخا بأن ثقافة “أوبونتو” ترفض الأنانية، ولذا قال: “نحن نفكر في أنفسنا كثيراً جداً كأفراد، منفصلين عن بعضنا البعض، بينما أنت متصل بالآخرين وما تفعله يؤثر على العالم بأسره”.
اليابان – “أوموتيناشي”
تشتهر اليابان بالترويج للرفق من خلال ثقافة “أوموتيناشي”. وتُترجم هذه الفلسفة اليابانية عموماً على أنها “الضيافة” على الرغم من أن الكلمة تغطي العديد من جوانب الحياة اليومية.
ويعني مفهوم “أوموتيناشي” الإيمان بضرورة الاهتمام ببعضنا البعض من خلال الأدب والكرم، وبالتالي جعل حياة الآخرين أكثر سعادة وأكثر سلاماً وراحة.
وتُمارس هذه الثقافة في اليابان بطرق مختلفة مثل الانحناء عند الترحيب بالضيوف، وتقديم الهدايا للجيران.
ويهدف مفهوم “أوموتيناشي” لأن يكون غير مرئي للشخص الآخر، وهو نهج يقوم على توقع احتياجات الآخرين وتلبيتها مسبقاً.
الدنمارك – “هيغ”
ظلت الدنمارك، لسنوات عديدة، واحدة من أسعد البلدان في العالم وفقاً لتقرير السعادة العالمي السنوي.
ومن بين العوامل التي أدت إلى الدرجات العالية المتكررة في الدنمارك هو إحساسها القوي بالمجتمع.
وتعد ثقافة “هيغ” أيضا طريقة أساسية للحياة للشعب الدنماركي.
و”هيغ” كلمة ظهرت لأول مرة في القرن التاسع عشر وتمثل بشكل عام شعوراً بالراحة و”الرفاهية”، وتُستخدم اليوم لوصف أسلوب حياة مريح وسلمي.
ويجادل الكثير من الناس بأن ثقافة “هيغ” هي سبب سعادة الشعب الدنماركي، لأنها تشجع على الاسترخاء والعمل الجماعي والراحة.
ويمكن التعبير عن “هيغ” بعدة طرق بما في ذلك قضاء الوقت مع أحبائك أو تناول الطعام الذي تستمتع به أو مشاهدة برنامجك المفضل.
ولا يستخدم الشعب الدنماركي مفهوم “هيغ” فقط لإسعاد أنفسهم، ولكن أيضا للترحيب بالآخرين واحتضانهم.