بالخرائط والأرقام.. كيف يحول مشروع “القدس الكبرى” الضفة إلى 235 جزيرة معزولة؟

كشف الخبير في الشأن الفلسطيني فراس القواسمي عن تسارع غير مسبوق في المخططات الإسرائيلية الرامية إلى إعادة هندسة الديمغرافيا والجغرافيا بالضفة الغربية، عبر مشروع مزدوج يهدف إلى بتر الشمال عن الجنوب.

كما يهدف لعزل القدس الشرقية تماما عن محيطها الفلسطيني، مما يحول المناطق الفلسطينية إلى أكثر من 200 جزيرة معزولة بلا تواصل جغرافي، وفق القواسمي.

وتتكشف هذه الحقائق بعد إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الشروع في بناء 1200 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة بيت إيل -الواقعة شمالي مدينة رام الله- في خطوة وُصفت بأنها امتداد مباشر لمخططات توسعية متسارعة.

وجاء إعلان كاتس خلال زيارة ميدانية إلى مستوطنة بيت إيل للمشاركة في حفل تدشين المشروع، حيث أكد أن البناء الاستيطاني مستمر بوتيرة متصاعدة.

كما أشار إلى العمل على إقامة بؤر استيطانية إضافية في إطار ما يعرف بمشروع “نَحال”، في سياق خطط أوسع لإعادة بناء مستوطنات ومعسكرات للجيش الإسرائيلي في شمال الضفة الغربية المحتلة.

فصل الشمال عن الجنوب

وفي أخطر المعطيات التي أظهرتها الخريطة التفاعلية على الجزيرة، برز مشروع “إي 1 أو E1” ومشروع “القدس الكبرى” كأداة الحسم الإستراتيجي لإسرائيل.

ووفقا للبيانات، فإن هذا المشروع لا يكتفي بالسيطرة على 12 كيلومترا مربعا من الأراضي الفلسطينية فحسب، بل يؤسس لممر آمن يربط البحر المتوسط بالأغوار والبحر الميت.


وتشير الأرقام إلى خطة لبناء 4 آلاف وحدة استيطانية و10 فنادق، بهدف تحقيق “انقلاب ديمغرافي” يتمثل في دمج 150 ألف مستوطن داخل حدود القدس، مقابل إخراج 160 ألف فلسطيني خلف الجدار العازل، مما يضع 7 آلاف فلسطيني من التجمعات البدوية أمام خطر التهجير القسري الوشيك وهدم المنازل.

كتل استيطانية.. مدن لا بؤر

وعلى عكس التصور السائد بأن الاستيطان مجرد بؤر صغيرة، أوضحت الخرائط -التي تعكس الواقع الجديد الذي يرمي له قرار التوسعة الأخير- أن الضفة الغربية تخضع لسيطرة 4 كتل استيطانية ضخمة (أريئيل، موديعين عيليت، جفعات زئيف، معاليه أدوميم) تعمل كمدن متكاملة البنية التحتية والإدارية.

إعلان


ويستحوذ قاطنو هذه الكتل الأربع وحدها على ما نسبته 25% من إجمالي المستوطنين في الضفة الغربية، حيث تضم “غوش عتصيون” الممتدة حتى الخليل نحو 80 ألف مستوطن، و”معاليه أدوميم” 50 ألفا، و”أريئيل” 22 ألفا، مما ينسف أي إمكانية لترابط الدولة الفلسطينية المستقبلية.

تمزيق الأوصال

وفي ما يتعلق بالواقع الميداني، أظهرت الخريطة شبكة معقدة من الطرق الالتفافية يبلغ طولها نحو 1000 كيلومتر، تلعب دورا وظيفيا في ربط المستوطنات بعضها ببعض، وفي المقابل تقوم بتمزيق النسيج الفلسطيني.

وأدت بالفعل شبكة الطرق المدعومة بشرعنة بؤر استيطانية جديدة (مثل سانور) وأخرى في قلب الضفة، إلى تحويل الأراضي الفلسطينية إلى ما يقارب 235 “كانتونا” أي منطقة معزولة تفتقر لأي تواصل جغرافي أو ديمغرافي، مما يفرض واقعا سياسيا وأمنيا يستحيل تغييره بالمفاوضات التقليدية.

 

المصدر: الجزيرة