لم يحمل فجر اليوم الثلاثاء في قطاع غزة سوى مزيد من القسوة، إذ داهمت الرياح العاتية والأمطار الغزيرة خيام آلاف النازحين، فاقتلعت بعضها وأغرقت بعضها الآخر، تاركة عائلات بأكملها في العراء تواجه البرد القارس والجوع وانعدام أي مأوى آمن.


وحولت الأمطار الغزيرة أماكن لجوئهم الهشة إلى برك موحلة، في مشهد يلخص فصلا جديدا من المعاناة الإنسانية المتفاقمة بالقطاع المحاصر.


وتشير شهادات ميدانية إلى أن مئات العائلات حاولت الاحتماء أسفل بقايا مبان مدمرة رغم خطورتها، في ظل غياب أي بدائل وانعدام مراكز إيواء آمنة، وسط تحذيرات متكررة من انهيار تلك المباني في أي لحظة.

وفي هذا السياق، حذر المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل من أن آلاف المنازل المتضررة جزئيا جراء القصف الإسرائيلي باتت مهددة بالانهيار بسبب الأمطار والرياح.
اقرأ أيضا
list of 2 items
end of list
وقال بصل “إن هذه المباني تشكل خطرا حقيقيا على حياة مئات آلاف الفلسطينيين الذين لم يجدوا أي مأوى آخر، حذرنا العالم مرارا، لكنْ دون أي استجابة”.

وبينما يواجه الأطفال ليالي شتاء قاسية بلا أغطية أو تدفئة يحذر مختصون من تداعيات صحية خطيرة مع تزايد حالات البرد الشديد وسوء التغذية، في ظل انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية ونقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية.
View this post on Instagram


وتأتي هذه الأوضاع في ظل تنصل إسرائيل من التزاماتها الإنسانية المنصوص عليها في اتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بما في ذلك إدخال مواد الإيواء و300 ألف خيمة وبيوت متنقلة، وفق ما تؤكده الجهات الحكومية في غزة.


ومع استمرار الحصار وتعاقب العواصف يبقى آلاف الأطفال في غزة أسرى خيام ممزقة وبرد قاس وجوع ينهش أجسادهم الصغيرة، في حين تتجدد مناشدات الفلسطينيين للعالم بضرورة التحرك العاجل قبل أن تتحول العاصفة المقبلة إلى كارثة أكبر.
المصدر: الجزيرة