كشف باحثون أسرار حول مومياء المرأة الصارخة المصرية التي توفيت وهي تعاني من آلام شديدة، قبل 3500 عام.
وجد الباحثون أيضًا أن المرأة تم تحنيطها بمواد مستوردة باهظة الثمن، وكانت جميع أعضائها داخل جسدها، مما يشير إلى طريقة فريدة من نوعها للحفاظ عليها.
سر مومياء المرأة الصارخة
قالت سحر سليم، المؤلفة المشاركة في الدراسة وخبيرة الأشعة للمومياوات في مستشفى قصر العيني بجامعة القاهرة: “إن فتح الفم يحدث عندما تسترخي هذه العضلات أثناء النوم أو عندما تتحلل بعد الموت. ومن أجل إبقاء فم المتوفى مغلقا، كان المحنطون يلفون الفك السفلي حول الجمجمة في كثير من الأحيان”.
ولكن هذه الحالة كانت مختلفة: كان الفم المفتوح بسبب موت مؤلم. وقالت سليم: “يمكن قراءة تعبير وجه المومياء الصارخ في هذه الدراسة على أنه تشنج في الجثة، مما يعني أن المرأة ماتت وهي تصرخ من الألم”.
يحدث تشنج الجثة عندما تنقبض العضلات قبل لحظات من الموت، مما يتسبب في تصلبها. يمكن أن تحدث هذه الحالة في حالات مثل الوفاة بسبب الاعتداء أو الانتحار أو الغرق.
وهذه ليست المومياء الوحيدة التي تم اكتشافها والتي تحمل تعبيرا صارخا، فقد تم اكتشاف مومياء الأمير بنتاؤر (1173 إلى 1155 قبل الميلاد) والأميرة ميريت آمون (1525 إلى 1504 قبل الميلاد) أيضًا وهما بفم مفتوح، كما أشارت سليم.
وعلى النقيض من سبب وفاة المومياءين الآخرين – مات بنتاؤر منتحرا ومريت آمون بسبب نوبة قلبية – فإن التصوير المقطعي المحوسب للمرأة الصارخة لم يكشف عن سبب وفاتها.
أسرار التحنيط
وأوضحت سحر سليم: “لا يزال التحنيط في مصر القديمة مليئًا بالأسرار. عادةً ما تكون الأعضاء السليمة علامة على التحنيط السيئ أو المهمل، لكن مومياء المرأة الصارخة كانت محفوظة جيدًا بشكل ملحوظ”.
وتابعت: “كانت هذه مفاجأة بالنسبة لي، لأن الطريقة الكلاسيكية للتحنيط في المملكة الحديثة شملت إزالة جميع الأعضاء باستثناء القلب”.
اكتشف علماء الآثار مومياء “المرأة الصارخة”، التي سميت بهذا الاسم بسبب فمها المفتوح، في الدير البحري بالقرب من الأقصر في مصر عام 1935 أثناء حفر مقبرة سنموت، وهو مهندس معماري بارز ومسؤول حكومي كان يشاع أنه كان عشيق الملكة حتشبسوت سراً.
وأشارت سليم إلى أن المرأة الصارخة دُفنت في حجرة دفن قريبة ومن المرجح أنها أحد أفراد عائلة سنموت المقربين.
واكتشفت سليم والمؤلفة المشاركة في الدراسة سامية الميرغني، من وزارة السياحة والآثار المصرية، أن سر الحفاظ عليها يكمن على الأرجح في تحنيطها الفاخر.
وباستخدام التحليل الطيفي بالأشعة تحت الحمراء، اكتشفوا آثارًا من راتنج العرعر واللبان، وهي منتجات فاخرة من المحتمل أن تكون مستوردة إلى مصر من شرق البحر الأبيض المتوسط وشرق إفريقيا أو جنوب شبه الجزيرة العربية.
ويمنع الراتنج واللبان الجسم من التحلل الناجم عن البكتيريا والحشرات.
وتأمل سليم وفريقها أن يمكّنهم التقدم في التقنيات العلمية من الكشف عن مزيد من المعلومات حول المومياء.