تجربة علاجية صينية تعيد الأمل لمرضى باركنسون حول العالم

طوّر باحثون صينيون علاجا تجريبيا جديدا لمرض باركنسون، يعتمد على الخلايا الجذعية، أظهر نتائج واعدة في تحسين أعراض المرض لدى المرضى الذين عانوا طويلا من هذا الاضطراب العصبي.

يعد مرض باركنسون اضطرابا تنكسيا متفاقما يؤثر بشكل مباشر على القدرة الحركية للجسم نتيجة موت الخلايا العصبية المنتجة لمادة الدوبامين، وهي ناقل عصبي ينتجه الدماغ ويلعب دورا مهما في عدة وظائف أساسية للجسم والعقل. ومع مرور الوقت، قد يصاب المرضى بتصلب شديد يفقدهم القدرة على الحركة والعناية الذاتية، بينما تركز العلاجات المتوفرة حاليا على تخفيف الأعراض دون معالجة السبب الجذري للمرض.

في هذا السياق، أعلن فريق بحثي في أول مستشفى تابع لجامعة العلوم والتكنولوجيا الصينية (USTC) بمدينة هيفي عن نتائج أولية مشجعة من تجربة سريرية بدأت في أبريل الماضي على ستة مرضى.

ويقوم العلاج الجديد على زرع خلايا جذعية مبرمجة لتتحول داخل الدماغ إلى خلايا عصبية منتجة للدوبامين، بهدف إعادة بناء الشبكات العصبية المتضررة.

وقال طبيب الأعصاب شي جيونغ، أحد أعضاء الفريق: “نزرع الخلايا في دماغ المريض ونسمح لها بالتمايز إلى خلايا عصبية دوبامينية جديدة بالكامل تعيد تشكيل الاتصالات العصبية”.

وأضاف أن فرقا بحثية عالمية حققت سابقا معدل تحويل يقارب 50% فقط، بينما استطاع الفريق الصيني تجاوز 80% بفضل سلسلة من التطويرات العلمية.

وأظهرت النتائج الأولية تحسنا سريعا في أعراض المرضى، إلى جانب زيادة ثابتة في إشارات الدوبامين داخل الدماغ. وشهد أحد المشاركين البالغ من العمر 37 عاما انخفاضا كبيرا في شدة الأعراض، إذ تراجعت درجته على مقياس تقييم مرض باركنسون من 62 – وهي درجة تشير إلى إعاقة شديدة – إلى 12، وهي درجة تقارب الوضع الطبيعي.

وأكد الباحثون أن العلاج بدا آمنا في مراحله الأولى، إذ بقيت الخلايا المزروعة حية واستمرت في إفراز الدوبامين. ويأمل الفريق في توسيع نطاق التجارب السريرية قريبا لاختبار فعالية العلاج على عدد أكبر من المرضى وتقييم إمكاناته العلاجية على المدى الطويل.

المصدر: إندبندنت

 

المصدر: روسيا اليوم