‫تحرك الرأس والرقبة لا إراديا.. علام يدل؟

يعاني بعض الأشخاص من تحرك الرأس ‫والرقبة بشكل لا إرادي. فعلام يدل ذلك؟

‫للإجابة عن هذا السؤال، قالت الجمعية الألمانية لخلل التوتر العضلي إن ‫تحرك الرأس والرقبة بشكل لا إرادي يرجع إلى الإصابة بخلل التوتر العضلي ‫العنقي، مشيرة إلى أن هذا الخلل المعروف أيضا باسم “التواء الرقبة ‫التشنجي” يعد النوع الأكثر شيوعا من خلل التوتر العضلي، وهو خلل في ‫التحكم بالحركة ينشأ في الدماغ ولا يمكن السيطرة عليه.

‫ويمكن أن يؤدي خلل التوتر العضلي إلى نشاط لا إرادي لبعض مجموعات ‫العضلات، وبالتالي إلى تشوهات وضعية أو حركات مؤلمة للغاية في بعض ‫الأحيان. ويعتقد حاليا أن خلل التوتر العضلي ينتج عن اضطراب مركزي في ‫شبكة العقد القاعدية والمخيخ والقشرة المخية، أي الدوائر التنظيمية في ‫الدماغ المسؤولة عن الحركة.

‫وفي خلل التوتر العضلي العنقي تتحرك الرقبة لا إراديا دون أن يتمكن ‫المصاب من التحكم في حركتها، وينتج هذا التحرك اللاإرادي عن انقباضات
‫عضلية مفاجئة (تشنجات).

وفي خلل التوتر العضلي العنقي، يمكن أن تتحرك الرقبة بطرق مختلفة على ‫النحو التالي:

– ميلان جانبي (التواء الرقبة الجانبي)
‫‫- دوران (التواء الرقبة)
‫‫- انحناء للأمام (التواء الرقبة الأمامي)
‫‫- انحناء للخلف (التواء الرقبة الخلفي)

‫‫ومن جانبها، أوضحت الجمعية الألمانية لطب الأعصاب أن هذه الحالة غالبا ‫ما تظهر لأول مرة في مرحلة البلوغ، عادة بين سن العشرين والستين،
‫وتصاب بها النساء أكثر من الرجال.

‫الأسباب المحتملة

وفي معظم الحالات، يكون سبب التقلصات العضلية اللاإرادية غير واضح. وفي ‫بعض الحالات يكون التواء الرقبة ناتجا عن طفرة جينية؛ حيث إن حوالي 52% ‫من المرضى لديهم تاريخ عائلي للمرض.

‫كما لوحظ أن بعض حالات خلل التوتر العضلي تحدث بالتزامن مع تلف في ‫الدماغ أو عضلات الرقبة.

‫وقد يتطور خلل التوتر العضلي أيضا بعد الاستخدام المطول لبعض الأدوية ‫المضادة للذهان أو الأدوية النفسية. وقد يؤدي التوتر الداخلي، مثل
‫الإجهاد والمشاكل العاطفية، أحيانا إلى تفاقم التواء الرقبة التشنجي.

‫سبل العلاج

‫وأشارت الجمعية الألمانية لخلل التوتر العضلي إلى أن خلل التوتر العضلي ‫العنقي يعتبر مرضا غير قابل للشفاء، ولكن يمكن التخفيف من متاعبه من ‫خلال العلاج الطبيعي؛ حيث يعمل تدريب العضلات على تحسين مرونتها، وتقليل ‫شدة أو تكرار الانقباضات.

إعلان

‫كما يساعد العلاج الطبيعي في تحديد الحركات، التي قد تفاقم التشنجات، ‫مما يسهل تجنبها.

كما يعد العلاج بالبوتوكس فعالا؛ حيث إنه يعمل على إرخاء العضلات، مما ‫يمنع حركات الرقبة اللاإرادية.

‫وإلى جانب العلاج الطبيعي، يمكن أيضا في بعض الحالات اللجوء إلى العلاج ‫الدوائي مثل أدوية الأعصاب كالأدوية، التي تعمل على إرخاء العضلات، ‫ومضادات الصرع.

‫وفي الحالات الشديدة، قد يتم اللجوء إلى إجراء التحفيز العميق للدماغ؛ ‫حيث يقوم أخصائيون مدربون بزرع أقطاب كهربائية صغيرة في الدماغ. ويمكن ‫لهذا التحفيز الكهربائي أن يؤثر على مسارات الإشارات العصبية ويخفف أو ‫يقضي على الحركات اللاإرادية. ونظرا لأن هذا الإجراء ينطوي على مخاطر، ‫فينبغي التفكير فيه بعناية.

 

المصدر: الجزيرة