تتحرّك فرنسا وشركاؤها لعقد مؤتمر دولي لدعم الجيش اللبناني، في مسعى لاحتواء التصعيد وتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار، في حين تتواصل الغارات الإسرائيلية على جنوب وشرق لبنان.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية إن الأطراف السياسية التي اجتمعت في باريس، اليوم الخميس، اتفقت على عقد مؤتمر دولي في فبراير/شباط المقبل يهدف إلى دعم القوات المسلحة اللبنانية.
وأوضح المتحدث أن المحادثات التي جرت في باريس ركزت على سبل إظهار تقدّم ملموس في ملف نزع سلاح الجهات غير الحكومية.
ويعقد مسؤولون فرنسيون وسعوديون وأميركيون مباحثات مع قائد الجيش اللبناني اليوم لوضع اللمسات الأخيرة على خارطة طريق تتيح تفعيل آلية هذا الملف.
غارات إسرائيلية
ويأتي هذا الحراك الدبلوماسي عشية تصعيد ميداني، إذ شنّ سلاح الجو الإسرائيلي صباح الخميس سلسلة غارات جوية على مناطق في جنوب لبنان وشرقه، وذلك قبيل اجتماع مرتقب للجنة مراقبة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية أن الطيران الإسرائيلي نفذ غارات عدة طالت مناطق في جنوب لبنان وأخرى بعيدة عن الحدود مع إسرائيل، إضافة إلى مناطق جبلية في محافظة البقاع شرقي البلاد.
من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه استهدف “مباني عسكرية لحزب الله” قال إنها استُخدمت لتخزين وسائل قتالية. كما أشار إلى استهداف أحد عناصر الحزب في غارة على بلدة الطيبة الحدودية جنوب البلاد.
في المقابل، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام بأن الغارة على الطيبة وقعت أثناء وجود شاحنة تابعة لمؤسسة كهرباء لبنان وعدد من العمال في المكان، ما أدى إلى إصابة 4 مواطنين واحتراق آليتين.
وأكد مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة اللبنانية في بيان أن طائرة مسيّرة إسرائيلية استهدفت سيارة من نوع “رابيد” في بلدة الطيبة بقضاء مرجعيون، وأسفرت عن إصابة 4 مواطنين بجروح.
وفي وقت سابق اليوم، شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارات استهدفت منطقة زغرين في جرود الهرمل وجرد بلدة بوداي غرب بعلبك في البقاع، إضافة إلى المنطقة الواقعة بين بلدتي دير سريان والقصير الجنوبيتين.
كما استهدف الأطراف الجنوبية لبلدة زوطر الجنوبية ومحيط بلدة القطراني وبركة الجبور قرب كفرحونة، ومرتفعات جبل الريحان في منطقة جزين، بحسب الوكالة الرسمية.
تطبيق الاتفاق
وتأتي هذه الغارات عشية اجتماع جديد للجنة مراقبة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار المقرّر عقده في 19 ديسمبر/كانون الأول الجاري، بمشاركة لبنان وإسرائيل وفرنسا والولايات المتحدة والأمم المتحدة.
وتقول السلطات اللبنانية إنها أقرت خطة لنزع سلاح حزب الله تنفيذا لاتفاق وقف إطلاق النار وبدأ الجيش تنفيذها على مراحل، على أن تنتهي المرحلة الأولى، التي تشمل المنطقة الحدودية مع إسرائيل جنوب نهر الليطاني، بحلول نهاية العام.
واعتبر رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أن الغارات الإسرائيلية تشكّل “رسالة إلى مؤتمر باريس المخصص لدعم الجيش اللبناني”، الذي تتهمه إسرائيل بالتباطؤ في تنفيذ ملف نزع السلاح.
وتواصل إسرائيل، بحسب السلطات اللبنانية، خرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي أُبرم في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، من خلال شن غارات شبه يومية وتنفيذ عمليات تجريف وتفجير، إضافة إلى استمرار وجود قواتها في عدد من النقاط داخل الأراضي اللبنانية.
وبحسب حصيلة رسمية، أسفرت الغارات الإسرائيلية منذ توقيع الاتفاق وحتى 27 من الشهر الماضي عن مقتل 335 شخصا وإصابة 973 آخرين.
المصدر: الجزيرة