تدمر قوات الأمن الكولومبية مختبرا لتصنيع المخدرات كل 40 دقيقة، بيد أن تجارة الكوكايين لا تبدي تراجعا بسبب الطبيعة الجغرافية المعقّدة والظروف الاقتصادية ووعورة الحدود التي تخدم العصابات وتحد من سيطرة الدولة.
وحسب تقرير أعده أمين الزبير لقناة الجزيرة من إقليم كوكوتا على الحدود الكولومبية الفنزويلية، فإن عصابات المخدرات تستخدم الغابات الواسعة والمناطق الوعرة لتوسيع نفوذها والابتعاد عن سلطة الدولة.
اقرأ أيضا
list of 2 items
end of list
فقد أكد العقيد ليباردو أوخيدا أن شرطة كوكوتا دمرت عددا من المختبرات التي تُستخدَم لمعالجة كلوريد الكوكايين، وفي الأسبوع نفسه تمت مصادرة 11 كيلوغراما من الكوكايين يُعتقَد أنها كانت في طريقها إلى فنزويلا.
وتحاول كولومبيا الحد من هذه التجارة وتفنيد تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي لوّح بضربها ما لم تتوقف عن تصدير المخدرات إلى بلاده.
وقد دعا الرئيس غوستافو بيترو نظيره الأميركي لزيارة كولومبيا للوقوف بنفسه على الجهود التي تبذلها الحكومة لمنع وصول الكوكايين إلى الولايات المتحدة.
حلول غير واقعية
لكنّ الصحفي الكولومبي كريستيان إريرا، العارف بتجارة المخدرات، يرى أن هذه الجهود غير كافية لأنها لا توفر بدائل حقيقية للفلاحين ولا تعالج الجذور الاجتماعية لاقتصاد الكوكايين.
فالواقع، حسب إريرا، أن الحكومة تعرض على المزارعين ما بين 400 و450 دولارا شهريا مقابل اقتلاع مزروعاتهم، وهو مبلغ لا يكفي لتأمين المعيشة ويدفع كثيرين لرفضه.
وتشير تقارير مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة إلى أن مساحات الكوكايين في كولومبيا بلغت 253 ألف هكتار في 2023، تنتج نحو 2600 طن من إجمالي الإنتاج العالمي البالغ 3708 أطنان.
وتتركّز هذه الزراعة في أقاليم مارينيو وكوكا وبوتوما يو وشمال سانتندير وتحديدا في منطقة كاتاتومبو، حيث تستفيد شبكات تهريب عابرة للحدود من ضعف حضور الدولة.
وخلال العام الجاري، صادرت الحكومة الكولومبية 403 أطنان من الكوكايين، لكنّ العقيد كارلوس فيادييغو، الذي أمضى 28 سنة في مواجهة عصابات المخدرات، يرى أن الحلول الأمنية وحدها لن تقلّص هذه المساحات.
فغابات كولومبيا الواسعة أصبحت تحت سيطرة جماعات إجرامية منظمة تضم إرهابيين سابقين ومليشيات قادرة على زراعة المخدرات وإنتاجها وتهريبا إلى الخارج عبر شبكات محكمة إلى الأسواق الدولية، كما يقول فيادييغو.
ويعتقد الضابط السابق أن القصف لن يحل المشكلة لأن مختبرات تصنيع المخدرات بدائية وغير مكلفة، ومن ثم يسهل إعادة تجهيزها وتشغيلها بسرعة بعد تدميرها، بينما الحكومة تستغرق وقتا طويلا في البحث عنها والعثور عليها.
ولا يمكن اختزال مكافحة تجارة المخدرات في مطاردة الكارتيلات وحسب، وإنما في عوامل اجتماعية وأمنية معقّدة، منها وعورة التضاريس واتساعها، فضلا عن الفقر والطلب العالمي والجماعات المسلحة التي تستفيد من كل ثغرة.
المصدر: الجزيرة