قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه لا يعرف الكثير عن الهجوم الإسرائيلي الأخير في مدينة غزة وسيرى ما يحدث بخصوصه. واتهم ترامب حركة حماس باستخدام الأسرى الإسرائيليين “دروعا بشرية”، وقد ردت الحركة على هذه الاتهامات ووصفتها بأنها “انحياز سافر للدعاية الصهيونية وتتغاضى عن جريمة التطهير العرقي” بغزة.
وفي تصريحاته بشأن توسيع جيش الاحتلال الإسرائيلي هجومه على مدينة غزة قال ترامب “سنرى ما سيحصل لأنني سمعت أن حركة حماس تحاول استخدام الرهائن كدروع بشرية واذا فعلت ذلك فستكون في ورطة كبيرة، لقد قالوا قبل يومين إنهم سيستخدمون الرهائن كدروع بشرية وهذا أمر لم يقم به أحد منذ فترة طويلة جدا”.
وجاءت تصريحات ترامب بعد نشره تدوينة على منصته “تروث سوشيال” قال فيها إنه يأمل أن تدرك حركة حماس ما قد تواجهه “إذا أقدمت على استخدام الرهائن كدروع بشرية”. واصفا ذلك بأنه جريمة إنسانية نادرة الحدوث.
وأضاف ترامب في تدوينته أنه اطلع على تقرير إخباري يشير إلى أن “حماس نقلت الرهائن إلى مواقع فوق الأرض بهدف استخدامهم كدروع بشرية في مواجهة الهجوم البري الإسرائيلي”.
وردا على تدوينة ترامب، قالت حماس في بيان، إن تصريحات الرئيس الأميركي “بشأن هجوم جيش الاحتلال الإرهابي على مدينة غزة وحالة الأسرى الصهاينة؛ هي انحياز سافر للدعاية الصهيونية، وتجسيد صارخ لازدواجية المعايير، التي تتغاضى عن جريمة التطهير العرقي، واستشهاد نحو 65 ألفا من المدنيين الأبرياء في قطاع غزة، معظمهم من النساء والأطفال”.
وأضاف بيان حماس “تعلم الإدارة الأميركية أن مجرم الحرب نتنياهو يعمل على تدمير كل فرص الوصول إلى اتفاق يُفضي إلى الإفراج عن الأسرى ووقف حرب الإبادة الوحشية على القطاع، وآخرها الهجوم الإجرامي على دولة قطر، ومحاولة اغتيال الوفد المفاوض أثناء مناقشة ورقة ترامب الأخيرة”.
وشددت حماس على أن مصير أسرى جيش الاحتلال في قطاع غزة “تحدده حكومة الإرهابي نتنياهو، وأن ما تتعرض له مدينة غزة من تدمير ممنهج وحملة إبادة فاشية، إنما تهدد أيضا حياة الجنود الأسرى الصهاينة”.
وختمت حماس بيانها: “يتحمّل مجرم الحرب نتنياهو كامل المسؤولية عن حياة أسراه في قطاع غزة، كما تتحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مباشرة عن تصعيد حرب الإبادة الوحشية في القطاع، بفعل الدعم وسياسة التضليل التي تنتهجها، للتغطية على جرائم حرب الاحتلال التي يشهدها العالم منذ قرابة العامين”.
وبعد أكثر من 3 أسابيع من القصف المكثف على قطاع غزة، أعلن جيش الاحتلال رسميا، في 3 سبتمبر/أيلول الجاري، إطلاق عملية “عربات جدعون 2” لاحتلال مدينة غزة بالكامل، وهو ما أثار انتقادات واحتجاجات في إسرائيل، خوفا على حياة الأسرى والجنود.
وتؤكد المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى أن نتنياهو يواصل الحرب للحفاظ على منصبه، إذ يخشى انهيار حكومته إن انسحب منها الجناح الأكثر تطرفا والرافض لإنهاء الحرب.
وتقدر تل أبيب وجود 48 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها نحو 11 ألفا و100 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، قُتل العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وبدعم أميركي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 64 ألفا و905 شهداء، و164 ألفا و926 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة قتلت 425 فلسطينيا بينهم 145 طفلا.
المصدر: الجزيرة