“ترند” على تيك توك للاتجاه نحو تقليل الاستهلاك في موسم الأعياد

تقاليد مثل سانتا السري والجوارب المليئة بالعطايا والهدايا تحت شجرة عيد الميلاد توضح أن تقديم الهدايا هو جوهر يوم عيد الميلاد.

ولكن هل يجب أن يكون الأمر كذلك؟

هذا العام، اتجه المزيد من الناس للاستهلاك المنخفض، وهو – تريند وسائل التواصل الاجتماعي الذي يتم فيه استبدال عمليات التسوق والمشتريات الباهظة بإعادة استخدام ما نملك ونحب والشراء أقل.

ولاقى هذا الاتجاه (الترند) رواجا كبيرا على تيك توك، إذ ارتفعت الإشارات بنسبة 40000 في المئة تقريبا في المملكة المتحدة في وقت سابق من هذا العام.

وقالت المؤلفة أندريا تشيونج لبرنامج بي بي سي نيوزبيت “إنه يسلط الضوء على سلوك طبيعي تماما”.

“ربما علمهم آباؤهم القيام بذلك”.

وتقول داروين ألفورد، عاملة التجزئة التي تعيش في برايتون: “تنفق الشركات ملايين الجنيهات على الإعلانات التي تجعلك ترغب في الخروج وشراء ذلك الغرض الآن”.

وتضيف داروين، التي تشارك نصائح الاستدامة عبر الإنترنت في وقت فراغها، إنها لا تريد هدايا في عيد الميلاد هذا.

وتقر بأن “الخطوة الأصعب” هي إخبار أفراد عائلتك.

وقالت “جدتي، هي واحدة من هؤلاء الذين يحبون وجود جميع الهدايا تحت الشجرة”.

تقول داروين إنه من المفيد أن تكون صريحا مع أحبائك ومن المفيد اقتراح أفكار بديلة للهدايا، مثل النزهات أو الرحلات وغيرها، بدلا من المنتجات.

تقوم المؤثرة تشارلي جيل، من مانشستر، بمشاركة نصائح الاستدامة على وسائل التواصل الاجتماعي منذ ست سنوات وتقول إن محتواها قد انطلق منذ بدء ترند قلة الاستهلاك.

وحولت جيل تركيزها إلى عيد الميلاد، واقترحت طرقا يمكن من خلالها التخلص من الزخارف وورق الهدايا وحتى عشاء عيد الميلاد.

“بالنظر إلى كمية الطعام التي تشتريها، لا تشتري الأشياء بكميات زائدة، وتأكد من تناول ما فاض عن طعام عيد الميلاد في الأيام التالية.”

تصنع تشارلي زينة عيد الميلاد الخاصة بها، وفي هذا العام صنعت شجرة عيد الميلاد من أوراق مجلة، بالإضافة إلى “النجوم من لفات ورق التواليت، وما شبه ذلك”.

بعض الناس ليسوا من محبي الزينة المصنوعة منزليا، وتقر تشارلي بأنها تعرضت لبعض التعبيرات عن الكراهية عبر الإنترنت بسبب مقطع فيديو على تيك توك لزينة الأعياد الخاصة بها العام الماضي، لكنها تقول إن هذا لا يثنيها عن ذلك.

“هناك طرق مختلفة لتقديم الهدايا وخلق نوع عيد الميلاد الذي تريده مع التقليل من الاستهلاك وعدم التسبب في هدر زائد”.

قد يكون قلة الاستهلاك وسما (هاشتاغ) جديدا، لكنه ليس فكرة جديدة.

وتقول إن أحد الأمثلة على ذلك هو حركة البساطة التطوعية في القرن التاسع عشر، والتي دعت إلى أسلوب حياة مناهض للاستهلاك.

وتقول البروفيسور كارولين، الخبيرة في التسويق والاستهلاك المتخصصة في الاستهلاك المستدام، إن تجدد الاهتمام بالأمر في عام 2024 يمكن أن يخبرنا عن المخاوف الحديثة.

وتقول إن ذلك يشير إلى قلق أكبر بشأن البيئة وأزمة تكلفة المعيشة ولكن أيضًا إلى وعي أكبر بأخلاقيات العلامة التجارية ومن أين تأتي الأشياء التي نشتريها.

“الدور الذي نحتاج إلى القيام به”

في وقت سابق من هذا العام، قالت شركة الأزياء السريعة العملاقة شين إنها وجدت حالتين من عمالة الأطفال في سلسلة التوريد الخاصة بها، كما ارتبطت بعض العطور الفاخرة بعمالة الأطفال، كما تم الإبلاغ على نطاق واسع عن مخاوف بشأن اهتمام صناعة الأزياء بالحفاظ على البيئة.

وتقول الأستاذة كارولين: “أعتقد أننا جميعا بدأنا ندرك الدور الذي نحتاج إلى القيام به للتعامل مع تحديات الاستدامة وأزمة المناخ التي نواجهها”.

وتقول: “أعتقد أن الناس مثلي متحمسون جدا للحد من الاستهلاك لأننا نشارك في نفس المهمة”.

في الأسبوع الماضي، أظهرت الأرقام أن الأسعار ترتفع بأسرع معدل منذ مارس/آذار.

و في حين أدى ثمن الديك الرومي إلى خفض تكلفة عشاء عيد الميلاد هذا العام، فقد ارتفع ما تدفعه مقابل البطاطس والجزر.

وتقول أندريا: “عندما تشعر أن الحياة فوضوية ومرهقة، فسوف يكون لديك دائمًا هذا التراجع إلى ما هو أبطأ”.

وتقول البروفيسور كارولين: “نحن معتادون على الاعتقاد بأننا بحاجة إلى استهلاك المزيد لأن هذا هو الوقت من العام للقيام بذلك”.

“إن محاولة تقليل الاستهلاك تتعارض مع معايير ثقافة المستهلك.

“لذا أعتقد أنه من الجيد حقا أن يكون هؤلاء المؤثرون موجودين لأنهم يتساءلون عن أنماط الاستهلاك المفرطة، ويتساءلون عن بعض أنماط الحياة التي ظهرت جنبا إلى جنب مع وسائل التواصل الاجتماعي ويحاولون إعادتنا إلى طريقة طبيعية للاستهلاك.”

وتقول تشارلي إنها شهدت محادثات في التعليقات الموجودة أسفل مقاطع الفيديو الخاصة بها وتعتقد أن “العديد من الناس منخرطون حقا في ذلك”.

“يتعلق الأمر فقط بمحاولة الجميع العيش بشكل أكثر استدامة بأي طريقة كانت، لأن كل شيء صغير نقوم به سيحدث تأثيرا.”

 

المصدر: BBC