حظيت بؤرة حيلتس جنوب الضفة الغربية وغيرها من مستوطنات الشمال والوسط بدعم جيش الاحتلال والحكومة الإسرائيلية التي تمضي قدما لإنهاء أي حديث عن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، عبر التهام مليون دونم من أراضي الفلسطينيين خلال 3 سنوات.
ووفق تقرير أعده مراسل الجزيرة في فلسطين محمد خيري، فإن هذه البؤرة تمثل جسرا بين مجمع غوش عتصيون الاستيطاني ومدينة القدس المحتلة، كغيرها من البؤر التي أقيمت على أراضي الفلسطين.
اقرأ أيضا
list of 2 items
end of list
ولم تكن هذه البؤرة هي الوحيدة التي أقامتها إسرائيل لربط المستوطنات في شمال الضفة وجنوبها، فقد استيقظ سكان بيت ساحور على مشهد صادم، ليجدوا المستوطنين وقد أقاموا بيوتا على قمة جبل “عشغراب”، فيما سموه مستوطنة “شدماه”.
وكان أصحاب الأراضي التي سيطر عليها المستوطنون يخططون لبناء بيوت لأولادهم وأحفادهم عليها، قبل أن تشرعن الحكومة السيطرة عليها، كما يقول مجدي شوملي، أحد أصحاب الأرض.
وتسارع الاستيطان بشكل ملحوظ في عهد وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش، الذي غيّر القوانين على نحو يقول الباحث في شؤون الاستيطان سهيل خليلية، إنه سهّل شرعنة الاستيلاء على الأراضى وبناء المستوطنات عليها.
وتشير بيانات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، إلى إقامة 40 مستوطنة في جنوب الضفة وسمحت لمستوطنين بإقامة 107 بؤرات جديدة، ووضع الحكومة مخططات لربط غوش عتصيون بمدينة القدس المحتلة.
وصدَّق سموتريتش على بناء 3401 وحدة استيطانية جديدة ستشكل جسرا جغرافيا لربط القدس المحتلة بمستوطنة معاليه أدوميم وسط الضفة، كما جري العمل على بناء 3600 وحدة جديدة في مستوطنة مشمار يهواد لربطها بمستوطنات الجنوب.
واقع جغرافي جديد
ويبدو الواقع الجغرافي الجديد واضحا على الطريق الرابط بين جنوب الضفة ووسطها حيث تواصل إسرائيل شق الطرق بلا توقف بين المستوطنات تزامنا مع بناء عشرات البؤر الجديدة على أراضي الفلسطينيين.
فقد أقيمت 77 مستوطنة في وسط الضفة وأضافت الحكومة إليها آلاف الوحدات خلال السنوات الماضية، كما صادرت 257 دونما لتوسيع طريق 60 الذي سيربط مستوطنة “غيفع بنيامين” بمستوطنات شمال الضفة، هذا إلى جانب 99 بؤرة أقامها المستوطنون.
وعزلت إسرائيل جنوب الضفة تماما على شمالها لإنشاء ما تعرف بـ”القدس الكبرى”، التي تقوم على فصل التجمعات الفلسطينية عن بعضها مقابل وصل التجمعات الاستيطانية جغرافيا، حسب مدير عام النشر والتوثيق في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان أمير داود.
وتشير الإحصاءات إلى استيلاء المستوطنين على مليون دونم من أراضي الفلسطينيين منذ تشكيل حكومة بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية- الحالية قبل 3 سنوات، وفق تحقيق أجرته هيئة البث الإسرائيلية.
وأقام المستوطنون 140 بؤرة استيطانية في هذه الدونمات، وقد تفاخر سموتريتش بشرعنة 69 منها، وقال أحد الضباط لقناة “كان” الرسمية إن معالم منظومة جديدة بدأت تتشكل في الضفة عبر تسهيل إقامة بؤر استيطانية رعوية بالتعاون مع المنطقة المركزية للجيش.
وتهدف الحكومة الإسرائيلية الحالية للسيطرة على نحو 82% من أراضي الضفة وتضخ مليارات الشواكل لتنفيذ هذه السياسة، وتستعين بمستوطنين يفرضون السيطرة بدعم وحماية من الجيش.
المصدر: الجزيرة