حملة لتنظيف الصحراء… وبدو المغرب يتراجعون

يلتقط متطوعون قطع نفايات متناثرة وسط أحراش على مشارف بلدة محاميد الغزلان الصحراوية جنوب المغرب، في مبادرة رمزية تسعى إلى التوعية بمكافحة التلوث البيئي في الصحراء.

وتجمّع نحو خمسين مشاركاً في الدورة العشرين للمهرجان الدولي للرُّحّل منتصف أبريل الجاري، للمساهمة في هذه المبادرة بتنظيف المنطقة من بقايا قينيات أو أدوات بلاستيكية في الغالب، وذلك في أجواء مرحة تحت أمطار خفيفة.

وبعد حوالي خمس ساعات تمّ جمع ما يتراوح بين 400 و600 كيلوغرام من النفايات.

وقال مؤسس المهرجان نورالدين بوغراب، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن الغاية من مثل هذه المبادرة عادة ما يكون «التركيز على تنظيف الشواطئ أو الغابات، لكن الصحراء أيضاً تعاني التلوث الناجم عن الأنشطة البشرية».

ووصف بوغراب (46 عاماً)، وهو من سكان محاميد الغزلان، حملة التنظيف، التي شارك فيها فنانون ونشطاء من المجتمع المدني المحلي وسياح أجانب، بأنها «نداء» من أجل «حماية صحارى العالم» من التلوث.

وأوضح أن الحملة انطلقت بدءاً من المدخل الشمالي للبلدة الهادئة «وهي منطقة متضررة بشكل خاص من التلوث»، ثم تواصلت حتى أقصى المدينة الصغيرة (نحو ستة آلاف نسمة) جنوباً حيث ينتهي العمران وتبدأ الصحراء الكبرى.

ويقول العالم المتخصص في الدراسات الصحراوية مصطفى ناعمي لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «النفايات البلاستيكية لها تأثيرات مضرة على البيئة الصحراوية، إذ تلوث الأراضي والمراعي والأنهار ومناطق الترحال الرعوي».

وكان هذا النوع من الترحال بحثاً عن الكلأ سائداً في هذه المناطق على مدى قرون، لكنه يتجه نحو الانقراض في المغرب تحت تأثير التغيرات المناخية على المسالك المعتادة للرعاة، ما يدفعهم أكثر فأكثر إلى التخلي عنه.

وبحسب آخر معطيات رسمية تعود إلى عام 2014، يقدّر عدد الرُّحّل في المغرب بنحو 25 ألفاً، ما يمثّل تراجعاً بنسبة 63 في المئة مقارنة مع عام 2004.

وينبّه أستاذ علم الاجتماع القروي محمد مهدي إلى أن هذه الفئة من مربي المواشي «لم تستفد كثيراً» من الدعم الذي توفره الدولة لمواجهة تداعيات الجفاف، «مقارنة بالمزارعين الذين ينتجون مواد موجهة للتصدير».

 

المصدر: الجريدة
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments